الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين

                                                                                                                                                                                                                                      والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أي : أصروا على ذلك واستمروا فأولئك إشارة إلى الموصول باعتبار اتصافه بما في حيز الصلة من الكفر والتكذيب ، وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منـزلتهم في [ ص: 116 ] الشر والفساد ، أي : أولئك الموصوفون بما ذكر من الكفر والتكذيب وهو مبتدأ ، وقوله تعالى : لهم عذاب جملة اسمية من مبتدأ وخبر مقدم عليه وقعت خبرا لأولئك ، أو لهم خبر لأولئك وعذاب مرتفع على الفاعلية بالاستقرار في الجار والمجرور لاعتماده على المبتدأ ، وأولئك مع خبره على الوجهين خبر للموصول ، وتصديره بالفاء للدلالة على أن تعذيب الكفار بسبب أعمالهم السيئة كما أن تجريد خبر الموصول الأول عنها للإيذان بأن إثابة المؤمنين بطريق التفضل لا لإيجاب الأعمال الصالحة إياها .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : مهين صفة لعذاب مؤكدة لما أفاده التنوين من الفخامة ، وفيه من المبالغة من وجوه شتى ما لا يخفى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية