الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق .

[29] ثم ليقضوا تفثهم يزيلوا أوساخهم ، والمراد : الخروج عن الإحرام بالحلق ، وقص الشارب ، وقلم الأظافر ، ولبس الثياب ، وقال ابن عباس وابن عمر : قضاء التفث : مناسك الحج كلها .

وليوفوا نذورهم ما ينذرون من البر في حجهم وليطوفوا ليدوروا طواف الإفاضة بالبيت العتيق الكعبة ؛ لأنه أول بيت وضع للناس . قرأ ابن عامر ، وأبو عمرو ، وورش ، ورويس ، وقنبل : (ثم ليقضوا ) بكسر اللام ، والباقون : بإسكانها ، وتقدم توجيه قراءتهم عند [ ص: 423 ] قوله تعالى : ثم ليقطع ، وهذا الحرف نظيره ، وقرأ ابن ذكوان عن ابن عامر : (وليوفوا ) (وليطوفوا ) بكسر اللام فيهما ، والباقون : بإسكانها منهما ، وقرأ أبو بكر عن عاصم : (وليوفوا ) بفتح الواو وتشديد الفاء .

وطواف الإفاضة ركن ، وبه تمام الحج بالاتفاق ، وأول وقته عند أبي حنيفة طلوع الفجر من يوم النحر ، وآخره آخر اليوم الثاني من أيام التشريق ، فإن أخره إلى اليوم الثالث ، لزمه شاة ، وعند الشافعي وأحمد : أول وقته بعد نصف الليل من ليلة النحر ، والأفضل فعله يوم النحر ، فإن أخره عن أيام منى ، جاز ، وعند مالك : يجوز تأخيره إلى آخر ذي الحجة ؛ لأنه بكماله عنده من أشهر الحج ، لكنه قال : لا بأس بتأخير الإفاضة إلى أيام التشريق ، وتعجيلها أفضل ، فإن أخرها إلى المحرم ، فعليه دم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية