الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  2669 حدثنا أبو مسلم قال : حدثنا الحسن بن زياد الكوفي قال : حدثنا محمد بن يعلى زنبور ، عن عمر بن الصبح ، عن مقاتل بن حيان ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدثنا على باب الحجرات إذ أقبل أبو بكر وعمر ومعهما فئام من الناس ، يجاوب بعضهم بعضا ، ويرد بعضهم على بعض ، فلما رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سكتوا ، فقال : " ما كلام سمعته آنفا ، جاوب بعضكم بعضا ، ويرد بعضكم على بعض ؟ " فقال رجل : يا رسول الله ، زعم أبو بكر أن الحسنات من الله والسيئات من العباد ، وقال عمر : السيئات والحسنات من الله ، فتابع هذا قوم ، وتابع هذا قوم ، فأجاب بعضهم بعضا ، ورد بعضهم على بعض ، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر ، فقال : " كيف قلت ؟ " فقال قوله الأول ، [ ص: 312 ] والتفت إلى عمر ، فقال قوله الأول ، فقال : " والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بقضاء إسرافيل بين جبريل وميكائيل " فتعاظم ذلك في أنفس الناس ، وقالوا : يا رسول الله ، وقد تكلم في هذا جبريل ؟ فقال : " إي والذي نفسي بيده لهما أول خلق الله تكلم فيه ، فقال ميكائيل بقول أبي بكر ، وقال جبريل بقول عمر ، فقال جبريل لميكائيل : إنا متى نختلف أهل السماء يختلف أهل الأرض ، فلنتحاكم إلى إسرافيل ، فتحاكما إليه ، فقضى بينهما بحقيقة القدر ، خيره وشره ، حلوه ومره ، كله من الله عز وجل ، وإني قاض بينكما " ثم التفت إلى أبي بكر ، فقال : " يا أبا بكر ، إن الله تبارك وتعالى لو أراد أن لا يعصى لم يخلق إبليس " ، فقال أبو بكر : صدق الله ورسوله .

                                                  لم يرو هذا الحديث عن مقاتل إلا عمر ، تفرد به محمد بن يعلى .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية