الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن ابن شهاب أنه كان يقول الرضاعة قليلها وكثيرها تحرم والرضاعة من قبل الرجال تحرم قال يحيى وسمعت مالك يقول الرضاعة قليلها وكثيرها إذا كان في الحولين تحرم فأما ما كان بعد الحولين فإن قليله وكثيره لا يحرم شيئا وإنما هو بمنزلة الطعام

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          1287 1275 - ( مالك ، عن ابن شهاب أنه كان يقول : الرضاعة قليلها وكثيرها تحرم ) تنشر الحرمة على ظاهر القرآن والأحاديث ، كما قال به جمهور العلماء من الصحابة والتابعين والأئمة مع علمهم حديث المصتين ، وإذا تركوا ذلك لم يسترب أنه لعلة من نسخ أو معارض يوجب تركه وإن صح إسناده ، ويرجع إلى ظاهر القرآن والأحاديث المطلقة ، وللقاعدة التي هي أصل في الشريعة أنه متى حصل إشكال في قصة أو تعارض مبيح ومانع فالأخذ به أحق لأنه أحوط . ( والرضاعة من قبل الرجال ) بكسر القاف وفتح الباء ، أي جهتهم ( تحرم ) تنشر الحرمة لنصه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك ، وتعليله بأن الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة ، ولا عطر بعد عروس فلا عبرة بمخالفة الظاهرية وابن علية .

                                                                                                          [ ص: 369 ] - ( قال يحيى : وسمعت مالكا يقول : والرضاعة قليلها ) ولو مصة ( وكثيرها إذا كان في الحولين تحرم ، فأما ما كان بعد الحولين ) ولو بيوم على ظاهره أو ما قاربهما ، وفيه روايات عن مالك تقدمت ( فإن قليله وكثيره لا يحرم شيئا ، وإنما هو بمنزلة الطعام ) وهو لا يحرم .




                                                                                                          الخدمات العلمية