الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإن تبدوا ما في أنفسكم [ 284 ]

                                                                                                                                                                                                                                        شرط ( أو تخفوه ) عطف عليه يحاسبكم به الله جواب الشرط فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء عطف على الجواب . قال سيبويه : وبلغنا أن بعضهم قرأ : ( فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ) . قال أبو جعفر : هذه القراءة مروية عن ابن عباس ، والأعرج ، وهي عند البصريين على إضمار " أن " ، وحقيقته : أنه عطف على المعنى . والعطف على اللفظ أجود ، كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        ومتى ما يع منك كلاما يتكلم فيجبك بعقل



                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ الحسن ، ويزيد بن القعقاع ، وابن محيصن : يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء قطعه من الأول ، وروي عن طلحة بن مصرف : [ ص: 351 ] ( يحاسبكم به الله يغفر لمن يشاء ) بغير فاء على البدل ، وأجود من الجزم لو كان بلا فاء ، الرفع حتى يكون في موضع الحال كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        متى تأته تعشو إلى ضوء ناره     تجد خير نار عندها خير موقد

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية