وقال محمد بن الهيصم في كتاب " جمل الكلام " له: لما ذكر جمل [ ص: 48 ] الكلام في القرآن، وأنه مبني على خمسة فصول:

أحدها: أن nindex.php?page=treesubj&link=28742القرآن كلام الله، فقد حكى nindex.php?page=treesubj&link=29455عن nindex.php?page=showalam&ids=15658جهم بن صفوان أن القرآن ليس كلام الله على الحقيقة، إنما هو كلام خلقه الله، فنسب إليه، كما قيل: سماء الله، وأرض الله، وكما قيل: بيت الله، وشهر الله، وأما nindex.php?page=treesubj&link=29455المعتزلة فإنهم أطلقوا القول بأنه كلام الله على الحقيقة، ثم وافقوا nindex.php?page=showalam&ids=15658جهما في المعنى، حيث قالوا: كلام الله خلقه بائنا منه، nindex.php?page=treesubj&link=29453وقال عامة المسلمين: إن القرآن كلام الله على الحقيقة، وإنه تكلم به.

والفصل الثاني في أن nindex.php?page=treesubj&link=29457القرآن غير قديم، فإن الكلابية وأصحاب الأشعري زعموا أن الله لم يزل يتكلم بالقرآن، وقال أهل الجماعة: بل إنما تكلم بالقرآن حيث خاطب به جبريل، وكذلك سائر الكتب.

والفصل الثالث: أن nindex.php?page=treesubj&link=29453القرآن غير مخلوق، فإن الجهمية والنجارية والمعتزلة زعموا أنه مخلوق، وقال أهل الجماعة: إنه غير مخلوق.

والفصل الرابع: أنه غير بائن من الله، فإن nindex.php?page=treesubj&link=28744_29455الجهمية وأشياعهم [ ص: 49 ] من المعتزلة قالوا إن القرآن بائن من الله، وكذلك سائر كلامه، وزعموا أن الله خلق كلاما في الشجرة فسمعه موسى، وخلق كلاما في الهواء فسمعه جبريل، ولا يصح عندهم أن يوجد من الله كلام يقوم به في الحقيقة، وقال أهل الجماعة: بل القرآن غير بائن من الله، وإنما هو موجود منه، وقائم به".

وذكر محمد بن الهيصم في مسألة الإرادة والخلق والمخلوق وغير ذلك ما يوافق ما ذكره هنا من إثبات الصفات الفعلية القائمة بالله التي ليست قديمة ولا مخلوقة.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْصَمِ فِي كِتَابِ " جُمَلِ الْكَلَامِ " لَهُ: لَمَّا ذَكَرَ جُمَلَ [ ص: 48 ] الْكَلَامِ فِي الْقُرْآنِ، وَأَنَّهُ مَبْنِيٌّ عَلَى خَمْسَةِ فُصُولٍ:

أَحَدُهَا: أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=28742الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ، فَقَدْ حَكَى nindex.php?page=treesubj&link=29455عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=15658جَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ أَنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ كَلَامَ اللَّهِ عَلَى الْحَقِيقَةِ، إِنَّمَا هُوَ كَلَامٌ خَلَقَهُ اللَّهُ، فَنُسِبَ إِلَيْهِ، كَمَا قِيلَ: سَمَاءُ اللَّهِ، وَأَرْضُ اللَّهِ، وَكَمَا قِيلَ: بَيْتُ اللَّهِ، وَشَهْرُ اللَّهِ، وَأَمَّا nindex.php?page=treesubj&link=29455الْمُعْتَزِلَةُ فَإِنَّهُمْ أَطْلَقُوا الْقَوْلَ بِأَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ عَلَى الْحَقِيقَةِ، ثُمَّ وَافَقُوا nindex.php?page=showalam&ids=15658جَهْمًا فِي الْمَعْنَى، حَيْثُ قَالُوا: كَلَامُ اللَّهِ خَلَقَهُ بَائِنًا مِنْهُ، nindex.php?page=treesubj&link=29453وَقَالَ عَامَّةُ الْمُسْلِمِينَ: إِنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ عَلَى الْحَقِيقَةِ، وَإِنَّهُ تَكَلَّمَ بِهِ.

وَالْفَصْلُ الثَّانِي فِي أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=29457الْقُرْآنَ غَيْرُ قَدِيمٍ، فَإِنَّ الْكُلَّابِيَّةَ وَأَصْحَابَ الْأَشْعَرِيِّ زَعَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَزَلْ يَتَكَلَّمُ بِالْقُرْآنِ، وَقَالَ أَهْلُ الْجَمَاعَةِ: بَلْ إِنَّمَا تَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ حَيْثُ خَاطَبَ بِهِ جِبْرِيلَ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْكُتُبِ.

وَالْفَصْلُ الثَّالِثُ: أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=29453الْقُرْآنَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَإِنَّ الْجَهْمِيَّةَ وَالنَّجَّارِيَّةَ وَالْمُعْتَزِلَةَ زَعَمُوا أَنَّهُ مَخْلُوقٌ، وَقَالَ أَهْلُ الْجَمَاعَةِ: إِنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ.

وَالْفَصْلُ الرَّابِعُ: أَنَّهُ غَيْرُ بَائِنٍ مِنَ اللَّهِ، فَإِنَّ nindex.php?page=treesubj&link=28744_29455الْجَهْمِيَّةَ وَأَشْيَاعَهُمْ [ ص: 49 ] مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ قَالُوا إِنَّ الْقُرْآنَ بَائِنٌ مِنَ اللَّهِ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ كَلَامِهِ، وَزَعَمُوا أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ كَلَامًا فِي الشَّجَرَةِ فَسَمِعَهُ مُوسَى، وَخَلَقَ كَلَامًا فِي الْهَوَاءِ فَسَمِعَهُ جِبْرِيلُ، وَلَا يَصِحُّ عِنْدَهُمْ أَنْ يُوجَدَ مِنَ اللَّهِ كَلَامٌ يَقُومُ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ، وَقَالَ أَهْلُ الْجَمَاعَةِ: بَلِ الْقُرْآنُ غَيْرُ بَائِنٍ مِنَ اللَّهِ، وَإِنَّمَا هُوَ مَوْجُودٌ مِنْهُ، وَقَائِمٌ بِهِ".

وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْصَمِ فِي مَسْأَلَةِ الْإِرَادَةِ وَالْخَلْقِ وَالْمَخْلُوقِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَا يُوَافِقُ مَا ذَكَرَهُ هُنَا مِنْ إِثْبَاتِ الصِّفَاتِ الْفِعْلِيَّةِ الْقَائِمَةِ بِاللَّهِ الَّتِي لَيْسَتْ قَدِيمَةً وَلَا مَخْلُوقَةً.