الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5859 235 - حدثنا محمد بن سلام، أخبرنا مخلد بن يزيد، أخبرنا ابن جريج، قال ابن شهاب: أخبرني يحيى بن عروة أنه سمع عروة يقول: قالت عائشة: سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليسوا بشيء، قالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: ليسوا بشيء. قال الخطابي: أي: فيما يتعاطونه من علم الغيب؛ أي: ليس قولهم بشيء صحيح يعتمد كما يعتمد قول النبي الذي يخبر عن الوحي.

                                                                                                                                                                                  ومخلد، بفتح الميم واللام بينهما خاء ساكنة، ابن يزيد، من الزيادة. وابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. وابن شهاب محمد بن مسلم الزهري. ويحيى بن عروة بن الزبير بن العوام.

                                                                                                                                                                                  ومضى الحديث في كتاب الطب في باب: الكهانة؛ فإنه أخرجه هناك عن علي بن عبد الله، عن هشام بن يوسف عن معمر، عن الزهري، عن يحيى بن عروة.. إلى آخره، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يكون حقا"؛ أي: واقعا موجودا. قوله: " فيقرها" بفتح القاف وضم الراء. قوله: " قر الدجاجة"؛ أي: كقر الدجاجة، والقر: ترديدك الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه، تقول: قررته فيه أقره قرا، وقر الدجاجة صوتها إذا قطعته، يقال: قرت تقر قرا وقريرا، فإن رددته قلت: قرقرت قرقرة. وفي الصحاح: قر الحديث في أذنه يقره: صبه فيها، وضبطه بضم القاف. وقال ابن الأثير: ويروى: "فيقذفها" موضع "فيقرها". وقال الكرماني: و"الدجاجة" بفتح الدال. قلت: ذكر ابن السكيت الكسر أيضا، وقال الكرماني: ولعل الصواب: "قر الزجاجة" بالزاي؛ ليلائم معنى القارورة الذي في الحديث الآخر. قلت: قال ابن الأثير: ويروى: "كقر الزجاجة" بالزاي؛ أي: كصوتها إذا صب فيها الماء. قلت: حينئذ لا فائدة في قول الكرماني، ولعل الصواب: ولو اطلع على هذا لم يقل هكذا بكلمة "لعل". قوله: " فيها"؛ أي: في الكلمة الحق؛ أي: الواقع.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية