الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر قتل فخر الملك بن نظام الملك

في هذه السنة قتل فخر الملك أبو المظفر علي بن نظام الملك ، يوم عاشوراء ، وكان أكبر أولاده ، وقد ذكرنا سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وزارته للسلطان بركيارق ، فلما فارق وزارته قصد نيسابور ، وأقام عند الملك سنجر بن ملكشاه ، ووزر له ، وأصبح يوم عاشوراء صائما ، وقال لأصحابه : رأيت الليلة في المنام الحسين بن علي ، عليه السلام ، وهو يقول : عجل إلينا ، وليكن إفطارك عندنا ، وقد اشتغل فكري به ، ولا محيد عن قضاء الله وقدره ! وقالوا له : يحميك الله ، والصواب أن لا تخرج اليوم والليلة من دارك ، فأقام يومه يصلي ، ويقرأ القرآن ، وتصدق بشيء كثير .

فلما كان وقت العصر خرج من الدار التي كان بها يريد دار النساء ، فسمع صياح متظلم ، شديد الحرقة ، وهو يقول : ذهب المسلمون ، فلم يبق من يكشف مظلمة ، ولا يأخذ بيد ملهوف ! فأحضره عنده ، رحمة له ، فحضر فقال : ما حالك ؟ فدفع إليه رقعة ، فبينما فخر الملك يتأملها إذ ضربه بسكين فقضى عليه ، فمات ، فحمل الباطني إلى سنجر ، فقرره ، فأقر على جماعة من أصحاب السلطان كذبا ، وقال : إنهم وضعوني على قتله ، وأراد أن يقتل بيده وسعايته ، فقتل من ذكر ، وكان مكذوبا عليهم ، ثم قتل الباطني بعدهم ، وكان عمر فخر الملك ستا وستين سنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية