الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما تسبب عن دعائه أن تعقب هلاكهم، وعد الله له بذلك، قال تعالى: فأخذتهم الصيحة أي التي كأنها لقوتها لا صحية إلا هي، [ ص: 141 ] ويمكن أن تكون على بابها فتكون صيحة جبرئيل عليه الصلاة والسلام ويكون القوم ثمود ، ويمكن أن تكون مجازا عن العذاب الهائل بالحق أي بالأمر الثابت من العذاب الذي أوجب لهم الذي لا تمكن مدافعته لهم ولا لأحد غير الله، ولا يكون كذلك إلا وهو عدل فجعلناهم بعظمتنا التي لا تدانيها عظمة، بسبب الصيحة غثاء كأنهم أعجاز نخل خاوية، جاثمين أمواتا يطرحون كما يطرح الغثاء، وهو ما يحمله السيل من نبات ونحوه فيسود ويبلى فيصير بحيث لا ينتفع به، ونجينا رسولهم ومن معه من المؤمنين، فخاب الكافرون، وأفلح المؤمنون، وكانوا هم الوارثين للأرض من بعدهم.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان هلاكهم على هذا الوجه سببا لهوانهم، عبر عنه بقوله: فبعدا أي هلاكا وطردا. ولما كان كأنه قيل: لمن؟ قيل: لهم! ولكنه أظهر الضمير تعميما وتعليقا للحكم بالوصف تحذيرا لكل من تلبس به فقال: للقوم أي الأقوياء الذي لا عذر لهم في التخلف عن اتباع الرسل والمدافعة عنهم الظالمين الذين وضعوا قوتهم التي كان يجب عليهم بذلها في نصر الرسل في خذلانهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية