الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5876 4 - حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، قال: حدثني شقيق، عن عبد الله، قال: كنا إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: السلام على الله قبل عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان وفلان، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل علينا بوجهه، فقال: إن الله هو السلام، فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي [ ص: 234 ] ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين؛ فإنه إذا قال ذلك، أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم يتخير بعد من الكلام ما شاء.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: إن الله هو السلام ". وعمر بن حفص يروي عن أبيه حفص بن غياث، عن سليمان الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الصلاة في باب: التشهد في الأخيرة؛ فإنه أخرجه هناك عن أبي نعيم، عن الأعمش، عن شقيق.. إلى آخره. وأخرجه أيضا في باب: ما يتخير من الدعاء؛ فإنه أخرجه هناك عن مسدد، عن يحيى، عن الأعمش.. إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قبل عباده"، أي: قبل السلام على عباده، ويروى: "قبل" بكسر القاف وفتح الباء الموحدة؛ أي: من جهة عباده، وفيما مضى: السلام على الله من عباده. قوله: " فلما انصرف"؛ أي: من الصلاة. قوله: " ويتخير"؛ أي: يختار، والتخير والاختيار بمعنى واحد. قاله الكرماني. قلت: ليس كذلك; لأن التخير أن يخير غيره، والاختيار أن يختار لنفسه، وأيضا يتخير ليس مصدره التخيير، وإنما مصدره التخير، على وزن التفعل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية