الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5896 23 - حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، حدثنا شعبة، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابرا رضي الله عنه يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي، فدققت الباب، فقال: من ذا؟ فقلت: أنا! فقال: أنا أنا! كأنه كرهها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة. والحديث أخرجه مسلم في الاستئذان عن محمد بن عبد الله بن عبد الله بن نمير وغيره، وأخرجه أبو داود في الأدب عن مسدد، وأخرجه الترمذي في الاستئذان عن سويد بن نصر، وأخرجه النسائي في اليوم والليلة عن حميد بن مسعدة، وأخرجه ابن ماجه في الأدب عن أبي بكر بن أبي شيبة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فدققت" بقافين في رواية الأكثرين، وفي رواية المستملي والسرخسي: "فدفعت"، من الدفع، وفي رواية الإسماعيلي: "فضربت الباب". قوله: " من ذا؟"؛ أي: من ذا الذي يدق الباب؟ فقال جابر: أنا، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم: أنا أنا! كأنه كرهه؛ أي: كره ذلك، ويروى: "كأنه كرهها"؛ أي: هذه اللفظة، و"أنا" الثاني تأكيد للأول، وإنما أكده; لأنه صلى الله عليه وسلم انفعل من ذلك؛ ولهذا قال جابر: كأنه كرهه; لأن قوله هذا لا يكون جوابا عما سأل؛ إذ [ ص: 245 ] الجواب المفيد: أنا جابر، وإلا فلا بيان فيه إلا إذا كان المستأذن يعرف بصوته ولا يلتبس بغيره. وفي رواية مسلم: فخرج وهو يقول: أنا أنا، وفي أخرى: كأنه كره ذلك. وفي رواية أبي داود الطيالسي في مسنده، عن شعبة: كره ذلك، بالجزم؛ وبهذا يرد قول من يقول: إن الحديث لا يدل على الكراهة جزما. قال الداودي: هذا كان قبل نزول آية الاستئذان.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية