الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة

                                                                                                                                                                                                        1389 حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن إسماعيل بن أمية عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا رضي الله عنه على اليمن قال إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس [ ص: 378 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 378 ] قوله : ( لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة ) هذه الترجمة مقيدة لمطلق الحديث ، لأن فيه : وتوق كرائم أموال الناس . بغير تقييد بالصدقة ، وأموال الناس يستوي التوقي لها بين الكرائم وغيرها ، فقيدها في الترجمة بالصدقة وهو بين من سياق الحديث ، لأنه ورد في شأن الصدقة ، والكرائم جمع كريمة ، يقال : ناقة كريمة أي : غزيرة اللبن ، والمراد نفائس الأموال من أي صنف كان ، وقيل له : نفيس ؛ لأن نفس صاحبه تتعلق به ، وأصل الكريمة كثيرة الخير . وقيل للمال النفيس : كريم ؛ لكثرة منفعته . وسيأتي الكلام على بقية الحديث قبيل أبواب زكاة الفطر ، إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية