الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  وقال الليث: حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل أخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، وقال عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، سمع أبا هريرة، قال [ ص: 251 ] النبي صلى الله عليه وسلم: نجر خشبة فجعل المال في جوفها، وكتب إليه صحيفة: من فلان إلى فلان.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " فلان إلى فلان"؛ فإن فيه بدء الكاتب بنفسه، ثم ذكر المكتوب إليه، وهذا التعليق قد ذكرنا من وصله في الكفالة؛ فإنه مضى فيها مطولا، وذكره هنا مختصرا، وقال المهلب: السنة أن يبدأ الكاتب بنفسه، وروى أبو داود من طريق ابن سيرين، عن أبي العلاء بن الحضرمي عن العلاء أنه كتب إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فبدأ بنفسه، وأخرجه عبد الرزاق عن معمر، عن أيوب: قرأت كتابا من العلاء بن الحضرمي إلى محمد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وعن معمر، عن أيوب أنه كان ربما يبدأ باسم الرجل قبله إذا كتب إليه، وسئل مالك عنه فقال: لا بأس به.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وقال عمر بن أبي سلمة"؛ أي: ابن عبد الرحمن بن عوف، وعمر هذا مدني صدوق فيه ضعف، وليس له في البخاري سوى هذا الموضع المعلق، وقد وصله البخاري في الأدب المفرد، وقال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عمر، فذكر مثل اللفظ المعلق هاهنا. قوله: " عن أبي هريرة"، وفي رواية الكشميهني والأصيلي والنسفي وكريمة: "سمع أبا هريرة". قوله: " نجر"؛ أي: حفر ونحت، وهو بالجيم، وفي رواية الكشميهني: "نقر" بالقاف.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية