الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5937 66 - حدثنا قتيبة، حدثنا حماد، عن كثير، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: خمروا الآنية، وأجيفوا الأبواب، وأطفئوا المصابيح; فإن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 271 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 271 ] مطابقته للترجمة مثل ما ذكرنا في الحديث السابق. وحماد هو ابن زيد، وكثير، ضد قليل، ابن شنظير، بكسر الشين المعجمة وسكون النون وكسر الظاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وبالراء، الأزدي البصري، وفي بعض النسخ صرح به وليس له في البخاري إلا هذا الموضع وموضع آخر في باب: لا يرد السلام في الصلاة، قبل كتاب الجنائز بعدة أبواب. وعطاء هو ابن أبي رباح، والحديث مضى في بدء الخلق عن مسدد في باب: خمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم، وأخرجه أبو داود في الأشربة عن مسدد، وأخرجه الترمذي في الاستئذان عن قتيبة به.

                                                                                                                                                                                  قوله: "خمروا" أمر من التخمير، بالخاء المعجمة، وهو التغطية. قوله: "وأجيفوا" أمر من الإجافة، بالجيم والفاء؛ وهو الرد، يقال: أجفت الباب؛ أي: رددته. قوله: "فإن الفويسقة" تصغير الفاسقة، وهي الفأرة. قوله: " الفتيلة" وهي فتيلة المصابيح، وقال القرطبي: الأمر والنهي في هذا الحديث للإرشاد، قال: وقد يكون للندب، وجزم النووي أنه للإرشاد; لكونه مصلحة دنيوية، واعترض عليه بأنه قد يفضي إلى مصلحة دينية، وهي حفظ النفس المحرم قتلها، والمال المحرم تبذيره.

                                                                                                                                                                                  وجاء في الحديث سبب الأمر بذلك، وسبب الحامل للفويسقة، وهي الفأرة، على جر الفتيلة، وهو ما أخرجه أبو داود وابن حبان وصححه، والحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: جاءت فأرة فجرت الفتيلة، فألقتها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان قاعدا عليها، فأحرقت منها مثل موضع الدرهم؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا نمتم فأطفئوا سرجكم؛ فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فيحرقكم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية