الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5945 وقوله تعالى: ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ولكل نبي دعوة مستجابة. .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  و"قوله" بالجر عطف على الدعوات، وفي بعض النسخ: قول الله تعالى: ادعوني أستجب لكم برفع قول الله، وفي بعضها: وقول الله عز وجل ادعوني وفي رواية أبي ذر: وقول الله تعالى: ادعوني أستجب لكم الآية، وفي رواية غيره ساق الآية إلى داخرين وأول الآية قوله تعالى: وقال ربكم ادعوني الآية. قوله: ادعوني أي: وحدوني واعبدوني دون غيري أجبكم وأغفر لكم وأثبكم، قاله أكثر المفسرين، دليله سياق الآية، ويقال: هو الدعاء والذكر والسؤال. قوله: عن عبادتي؛ أي: توحيدي وطاعتي، وقال السدي: أي: عن دعائي. قوله: داخرين أي: صاغرين أذلاء، وظاهر هذه الآية يرجح الدعاء على تفويض الأمر إلى الله تعالى، وقالت طائفة: الأفضل ترك الدعاء والاستسلام للقضاء، وأجابوا عن الآية بأن آخرها دل على أن المراد بالدعاء العبادة؛ لقوله:إن الذين يستكبرون عن عبادتي واستدلوا بحديث: نعمان بن بشير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي الآية ، أخرجه الأربعة وصححه الترمذي والحاكم ، وشذت طائفة فقالوا: المراد بالدعاء في الآية ترك الذنوب، وأجاب الجمهور بأن الدعاء من أعظم العبادة، فهو كالحديث الآخر: الحج عرفة؛ أي: معظم الحج وركنه الأكبر، ويؤيده ما رواه الترمذي من حديث أنس رفعه: الدعاء مخ العبادة، وقد تواترت الآثار عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بالترغيب في الدعاء والحث عليه؛ لحديث أبي هريرة رفعه: ليس شيء أكرم على الله من الدعاء ، أخرجه الترمذي وابن ماجه، وصححه ابن حبان ، والحاكم ، وحديثه رفعه: من لم يسأل الله يغضب عليه، أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه، وقال الطيبي شيخ شيخ أبي الروح السرماري: إن من لم يسأل الله يبغضه، والمبغوض مغضوب عليه، والله يحب أن يسأل، وأخرج الترمذي من حديث ابن مسعود رفعه: سلوا الله من فضله؛ فإن الله يحب أن يسأل، وروى الطبراني من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: إن الله يحب الملحين في الدعاء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ولكل نبي دعوة مستجابة" وفي رواية أبي ذر: باب، بالتنوين، ولكل نبي دعوة مستجابة، وليس في غير رواية أبي ذر لفظ "باب"، فعلى رواية أبي ذر هذه اللفظة ترجمة مستقلة، وعلى رواية غيره من جملة الترجمة الماضية.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية