الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2891 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الربيع بن سليمان ، ثنا بشر بن بكر التنيسي ، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن سليم بن عامر الكلاعي ، حدثني أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : " بينا أنا نائم ، إذ أتاني رجلان ، فأخذا بضبعي ، فأتيا بي جبلا وعرا ، فقالا لي : اصعد . فقلت : إني لا أطيق . فقالا : إنا سنسهله لك ، فصعدت حتى كنت في سواء الجبل ، إذا أنا بأصوات شديدة ، قلت : ما هذه الأصوات ؟ قالوا : هذا هو عواء أهل النار ، ثم انطلق بي ، فإذا بقوم معلقين بعراقيبهم ، مشققة أشداقهم ، تسيل أشداقهم دما ، فقلت : ما هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ، ثم انطلقا بي ، فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا ، وأنتنه ريحا ، وأسوئه منظرا ، فقلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاءالزانون والزواني ، ثم انطلق بي ، فإذا أنا بنساء تنهش ثديهن الحيات ، فقلت : ما بال هؤلاء ؟ فقال : هؤلاء اللواتي يمنعن أولادهن ألبانهن ، ثم انطلق بي فإذا بغلمان يلعبون بين نهرين ، فقلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذراري المؤمنين ، ثم شرف لي شرف فإذا أنا بثلاثة نفر يشربون من خمر لهم ، قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، وعبد الله بن رواحة ، ثم شرف لي شرف آخر ، فإذا أنا بثلاثة نفر ، قلت : من هؤلاء ؟ قال : إبراهيم ، وموسى ، وعيسى عليهم السلام ينتظرونك " .

                                                                                            [ ص: 577 ] هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ، وقد احتج البخاري بجميع رواته غير سليم بن عامر ، وقد احتج به مسلم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية