الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل يا قوم اعملوا على مكانتكم ؛ و " على مكاناتكم " ؛ هذا اللفظ أمر على معنى الوعيد؛ والتهدد؛ بعد أن أعلموا ما يجب أن يعملوا به؛ ثم قيل لهم: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ؛ وهذا كلام يستعمله الناس في التهدد؛ والوعيد؛ تقول: " متى أسأت إلى فلان انتقمت منك؛ ومتى أحسنت إليه أحسنت إليك؛ فاعمل ما شئت؛ واختر [ ص: 356 ] لنفسك " ؛ فخوطب العباد على قدر مخاطباتهم؛ وعلمهم؛ وقوله: " على مكاناتكم " ؛ و " مكانتكم " ؛ معناه: على ناحيتكم التي اخترتموها؛ وجهتكم التي تمكنتم - عند أنفسكم - في العلم بها؛ إني عامل ؛ ولم يقل: " على جهتي " ؛ لأن في الكلام دليلا على ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية