الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ التنبيه ] الرابع

                                                      قولنا : إن الأمر إنما يصير أمرا حال الحدوث ولا يناقضه قولنا : لا حكم للأشياء قبل ورود الشرع . كما قال الأصفهاني في " شرح المحصول " ، [ ص: 167 ] لأننا إذا فسرنا النفي بعدم العلم بالحكم فواضح ، وإن فسرناه بعدم الحكم فالخطاب في الأزل وتعلقه بالمكلف موقوف على بعثة الرسل . فمعنى قولنا : لا حكم للأشياء قبل الشرع ، أي : لا يتعلق ، فلا تناقض .

                                                      [ التنبيه ] الخامس

                                                      سبق أيضا أن المعدوم مأمور بشرط الوجود ، وهو يناقض قولنا : الأمر إنما يتحقق حال حدوث الفعل قال الأصفهاني : دفعه أنا إن قلنا : الأمر الأزلي إعلام فواضح .

                                                      وإن قلنا : إن خصوص كونه أمرا حادثا كمذهب القلانسي فكذلك ، وإلا فنقول : يعرض له نسب يختلف بها ، ففي الأزل له نسبة بها صار إلزاما خاصا ، وهو إنه إلزام المأمور الفعل على تقدير وجوده ، واستجماعه لشرائط التكليف عند حدوث الفعل . ثم يعرض له نسب أخرى في وجود المكلف وبحدوث الفعل يصير أمرا حينئذ ، والأول كان إلزاما على تقدير ، وأما إذا باشر المكلف الفعل فقد وقع ذلك بالتقدير ، فالأمر المقدر صار محققا .

                                                      وقولنا : إنما يكون أمرا عند وجود الفعل وقبله ليس بأمر كان نفيا لهذا الأمر الخاص لا الأمر المطلق .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية