الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          الباب الأول ( في شرح اعتقاد السلف في هذه الأخبار ) اعلم أن الحق الصريح الذي لا مراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف ، أعني مذهب الصحابة والتابعين وها أنا أورد بيانه وبيان برهانه ( فأقول ) : حقيقة مذهب السلف - وهو الحق عندنا - أن كل من بلغه حديث من هذه الأحاديث من عوام الخلق يجب عليه فيه سبعة أمور : التقديس . ثم التصديق ، ثم الاعتراف بالعجز . ثم السكوت . ثم الإمساك . ثم الكف ؟ ثم التسليم لأهل المعرفة ، ( أما التقديس ) فأعني به تنزيه الرب - تعالى - عن الجسمية وتوابعها . ( وأما التصديق ) فهو الإيمان بما قاله - صلى الله عليه وسلم - وأن ما ذكره حق ، وهو فيما قاله صادق ، وأنه حق على الوجه الذي قاله وأراده . ( وأما الاعتراف بالعجز ) فهو أن يقر بأن معرفة مراده ليست على قدر طاقته ، وأن ذلك ليس من شأنه وحرفته .

                          [ ص: 172 ] ( وأما السكوت ) فألا يسأل عن معناه ولا يخوض فيه ويعلم أن سؤاله عنه بدعة ، وأنه في خوضه فيه مخاطر بدينه . وأنه يوشك أن يكفر لو خاض فيه من حيث لا يشعر . ( وأما الإمساك ) فألا يتصرف في تلك الألفاظ بالتصريف والتبديل بلغة أخرى . والزيادة فيه والنقصان منه والجمع والتفريق ، بل لا ينطق إلا بذلك اللفظ وعلى ذلك الوجه من الإيراد والإعراب والتصريف والصيغة . ( وأما الكف ) فأن يكف باطنه عن البحث عنه والتفكر فيه . ( وأما التسليم لأهله ) فألا يعتقد أن ذلك إن خفي عليه لعجزه فقد خفي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو على الأنبياء أو على الصديقين والأولياء ، فهذه سبع وظائف اعتقد كافة السلف وجوبها على كل العوام ، لا ينبغي أن يظن بالسلف الخلاف في شيء منها ، فلنشرحها وظيفة وظيفة إن شاء الله - تعالى - .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية