الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      رواية عائشة رضي الله عنها

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال البخاري حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عائشة ، رضي الله عنها . قال : سألتها عن قوله تعالى : إنا أعطيناك الكوثر . قالت : نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم ، شاطئاه [ ص: 299 ] عليه در مجوف ، آنيته كعدد النجوم . ثم قال البخاري : وقد رواه زكرياء ، وأبو الأحوص ، ومطرف ، عن أبي إسحاق .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو نعيم الفضل بن دكين : حدثنا أبو جعفر الرازي ، حدثنا ابن أبي نجيح ، عن مجاهد إنا أعطيناك الكوثر . قال : الخير الكثير . وقال أنس بن مالك : نهر في الجنة . وقالت عائشة : هو نهر في الجنة ليس أحد يدخل إصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير ذلك النهر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وروى ابن جرير ، عن أبي كريب ، عن وكيع ، عن أبي جعفر الرازي ، عن ابن أبي نجيح " عن عائشة ، قالت : من أحب أن يسمع خرير الكوثر ، فليجعل إصبعيه في أذنيه . وهذا منقطع . وقد رواه بعضهم عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد عن رجل ، عنها . قال السهيلي : وقد رواه الدارقطني ، من طريق مالك بن مغول ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . ومعنى هذا : من أحب أن يسمع خرير الكوثر ، أي نظيره ، وما يشبهه ، لا أنه يسمعه بعينه ، بل شبهت دويه كدوي ما يسمع الإنسان إذا وضع إصبعيه في أذنيه ، والله أعلم أي شيء أرادت .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية