الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها ؛ إلى قوله: خالدين ؛ اختلف الناس في الجواب لقوله: حتى إذا جاءوها ؛ فقال قوم: الواو مسقطة؛ المعنى: " حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها " ؛ قال أبو إسحاق: سمعت محمد بن يزيد يذكر أن الجواب محذوف؛ وأن [ ص: 364 ] المعنى: " حتى إذا جاؤوها... إلى آخر الآية " : سعدوا؛ قال: فالمعنى في الجواب: " حتى إذا كانت هذه الأشياء صاروا إلى السعادة " ؛ وقال قوم: " حتى إذا جاؤوها جاؤوها وفتحت أبوابها " ؛ فالمعنى عندهم أن " جاؤوها " ؛ محذوف؛ وعلى معنى قول هؤلاء أنه اجتمع المجيء مع الدخول في حال؛ المعنى: " حتى إذا جاؤوها وقع مجيئهم مع فتح أبوابها؛ قال أبو إسحاق: والذي قلته أنا - وهو القول إن شاء الله - أن المعنى: " حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها؛ وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين دخلوها " ؛ فالجواب " دخلوها " ؛ وحذف لأن في الكلام دليلا عليه؛ ومعنى " طبتم " ؛ أي: " كنتم طيبين في الدنيا " ؛ لم تكونوا خبيثين؛ أي: لم تكونوا أصحاب خبائث.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية