الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
251 [ ص: 375 ] الأصل

[ 175 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الركعتين كأنه على الرضف.

قلت: حتى يقوم؟

قال: ذلك يريد.


التالي السابق


الشرح

إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو إسحاق الزهري القرشي المديني.

سمع: أباه، وصالح بن كيسان، والزهري، ويزيد بن الهاد.

وسمع منه: ابناه يعقوب، وسعد، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ويزيد بن هارون.

وكان على قضاء بغداد، ومات بها سنة ثلاث وثمانين ومائة.

و [أبوه] سعد بن إبراهيم [أبو إبراهيم] ويقال: أبو إسحاق، من الفقهاء المشهورين.

سمع: عبد الله بن جعفر، وأبا سلمة، ومحمد بن المنكدر، [ ص: 376 ] وعروة بن الزبير، وأباه إبراهيم.

وروى عنه: شعبة، والثوري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبو عوانة، وغيرهم.

وكان على قضاء [المدينة] ومات سنة خمس وعشرين ومائة أو سنة ست أو سبع.

وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود أورده الحاكم أبو عبد الله في الذين اشتهروا بالكنى ولم يوقف على أساميهم، ويذكر أنه لم يسمع من أبيه، فروي عن شعبة، عن عمرو بن مرة قال: قلت لأبي عبيدة بن عبد الله: تذكر من عبد الله شيئا؟

قال: لا.

وأخرج الحديث أبو داود السجستاني في سننه عن حفص بن عمر، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي عبيدة، وأبو عيسى الترمذي عن محمود بن غيلان عن أبي داود [هو] الطيالسي عن شعبة ثم قال: هذا حديث حسن إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.

والرضف: الحجارة المحماة، الواحدة: رضفة، ورضفه ورضفه - بالكسر - كواه بالرضفة، وشواء مرضوف: يشوى على الرضف [ ص: 377 ]

ومقصود الحديث أنه كان يخفف في التشهد الأول، قال الشافعي في الأم: وفيه دلالة على أنه لا يزيد في الجلوس الأول على التشهد والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وبذلك آمر، فإن زاد كرهته.

وفيه إشارة إلى أنه يزيد في الجلسة الأخيرة ويأتي بالذكر والدعاء.




الخدمات العلمية