الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ( 28 ) الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب ( 29 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ( ويهدي إليه من أناب ) بالتوبة الذين آمنوا .

و ( الذين آمنوا ) في موضع نصب ، رد على "من " لأن "الذين آمنوا" هم "من أناب" ترجم بها عنها .

وقوله : ( وتطمئن قلوبهم بذكر الله ) ، يقول : وتسكن قلوبهم وتستأنس بذكر الله ، كما : -

20358 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( وتطمئن قلوبهم بذكر الله ) يقول : سكنت إلى ذكر الله واستأنست به .

وقوله : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ، يقول : ألا بذكر الله تسكن وتستأنس قلوب المؤمنين . [ ص: 433 ]

وقيل : إنه عنى بذلك قلوب المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ذكر من قال ذلك :

20359 - حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) لمحمد وأصحابه .

20360 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل

20361 - وحدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) قال : لمحمد وأصحابه .

20362 - . . . قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا أحمد بن يونس قال : حدثنا سفيان بن عيينة في قوله : ( وتطمئن قلوبهم بذكر الله ) قال : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .

وقوله : ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) ، الصالحات من الأعمال ، وذلك : العمل بما أمرهم ربهم ( طوبى لهم ) .

و "طوبى" في موضع رفع ب "لهم" .

وكان بعض أهل البصرة والكوفة يقول : ذلك رفع ، كما يقال في الكلام : "ويل لعمرو" . [ ص: 434 ]

قال أبو جعفر : وإنما أوثر الرفع في ( طوبى ) لحسن الإضافة فيه بغير "لام" وذلك أنه يقال فيه "طوباك" كما يقال : "ويلك" و "ويبك" ولولا حسن الإضافة فيه بغير لام ، لكان النصب فيه أحسن وأفصح ، كما النصب في قولهم : "تعسا لزيد ، وبعدا له وسحقا" أحسن ، إذ كانت الإضافة فيها بغير لام لا تحسن .

وقد اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( طوبى لهم ) .

فقال بعضهم : معناه : نعم ما لهم .

ذكر من قال ذلك :

20363 - حدثني جعفر بن محمد البروري من أهل الكوفة قال : حدثنا أبو زكريا الكلبي ، عن عمرو بن نافع قال : سئل عكرمة عن "طوبى لهم" قال : نعم ما لهم .

20364 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا عمرو بن نافع ، عن عكرمة في قوله : ( طوبى لهم ) قال : نعم ما لهم .

20365 - حدثني الحارث قال : حدثنا عبد العزيز قال : حدثني عمرو بن [ ص: 435 ] نافع قال : سمعت عكرمة ، في قوله : ( طوبى لهم ) قال : نعم ما لهم .

وقال آخرون : معناه : غبطة لهم .

ذكر من قال ذلك :

20366 - حدثنا أبو هشام قال : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن جويبر ، عن الضحاك : ( طوبى لهم ) قال : غبطة لهم .

20367 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الرحمن بن مغراء ، عن جويبر ، عن الضحاك ، مثله .

20368 - . . . قال : حدثنا عمرو بن عون قال : أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك ، مثله .

وقال آخرون : معناه : فرح وقرة عين .

ذكر من قال ذلك :

20369 - حدثني علي بن داود والمثنى بن إبراهيم قالا : حدثنا عبد الله قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : ( طوبى لهم ) ، يقول : فرح وقرة عين .

وقال آخرون : معناه : حسنى لهم .

ذكر من قال ذلك :

20370 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( طوبى لهم ) ، يقول : حسنى لهم ، وهي كلمة من كلام العرب .

20371 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة . ( طوبى لهم ) ، هذه كلمة عربية ، يقول الرجل : طوبى لك ، أي : أصبت خيرا .

[ ص: 436 ] وقال آخرون : معناه : خير لهم .

ذكر من قال ذلك :

20372 - حدثنا أبو هشام قال : حدثنا ابن يمان قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم قال : خير لهم .

20373 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، في قوله : ( طوبى لهم ) ، قال : الخير والكرامة التي أعطاهم الله .

وقال آخرون : ( طوبى لهم ) ، اسم من أسماء الجنة ، ومعنى الكلام : الجنة لهم .

ذكر من قال ذلك :

20374 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا ابن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( طوبى لهم ) قال : اسم الجنة ، بالحبشية .

20375 - حدثنا أبو هشام قال : حدثنا ابن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( طوبى لهم ) ، قال : اسم أرض الجنة ، بالحبشية .

20376 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد بن مشجوج في قوله : ( طوبى لهم ) قال : ( طوبى ) : اسم الجنة بالهندية .

20377 - حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا داود بن مهران قال : حدثنا يعقوب ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن مشجوج قال : اسم الجنة بالهندية : ( طوبى ) . [ ص: 437 ]

20378 - حدثنا أبو هشام قال : حدثنا ابن يمان قال : حدثنا سفيان ، عن السدي ، عن عكرمة : ( طوبى لهم ) قال : الجنة .

20379 - . . . قال : حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( طوبى لهم ) قال : الجنة .

20380 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .

20381 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب ) قال : لما خلق الله الجنة وفرغ منها قال : ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب ) ، وذلك حين أعجبته .

20382 - حدثنا أحمد قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا شريك ، عن ليث ، عن مجاهد : ( طوبى لهم ) ، قال : الجنة .

وقال آخرون : ( طوبى لهم ) : شجرة في الجنة .

ذكر من قال ذلك :

20383 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا قرة بن خالد ، عن موسى بن سالم قال : قال ابن عباس : ( طوبى لهم ) ، شجرة في الجنة .

[ ص: 438 ] 20384 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن الأشعث بن عبد الله ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة : ( طوبى لهم ) : شجرة في الجنة يقول لها : "تفتقي لعبدي عما شاء " فتتفتق له عن الخيل بسروجها ولجمها ، وعن الإبل بأزمتها ، وعما شاء من الكسوة .

20385 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن شهر بن حوشب قال : ( طوبى ) : شجرة في الجنة ، كل شجر الجنة منها ، أغصانها من وراء سور الجنة .

20386 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد بن نصر قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن معمر ، عن الأشعث بن عبد الله ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال : في الجنة شجرة يقال لها ( طوبى ) ، يقول الله لها : تفتقي فذكر نحو حديث ابن عبد الأعلى ، عن ابن ثور .

20387 - حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا عبد الجبار قال : حدثنا مروان ، قال : أخبرنا العلاء ، عن شمر بن عطية ، في قوله : ( طوبى لهم ) قال : هي شجرة في الجنة يقال لها ( طوبى ) .

20388 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن سفيان ، عن منصور ، عن حسان أبي الأشرس ، عن مغيث بن سمي قال : ( طوبى ) : شجرة في الجنة ، ليس في الجنة دار إلا فيها غصن منها ، فيجيء [ ص: 439 ] الطائر فيقع ، فيدعوه ، فيأكل من أحد جنبيه قديدا ومن الآخر شواء ، ثم يقول : "طر" فيطير .

20389 - . . . قال : حدثنا أبو صالح قال : حدثني معاوية ، عن بعض أهل الشأم قال : إن ربك أخذ لؤلؤة فوضعها على راحتيه ، ثم دملجها بين كفيه ، ثم غرسها وسط أهل الجنة ، ثم قال لها : امتدي حتى تبلغي مرضاتي" . ففعلت ، فلما استوت تفجرت من أصولها أنهار الجنة ، وهي "طوبى" .

20390 - حدثنا الفضل بن الصباح قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني قال : حدثني عبد الصمد بن معقل ، أنه سمع وهبا يقول : إن في الجنة شجرة يقال لها : "طوبى " يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها؛ زهرها رياط ، وورقها برود وقضبانها عنبر ، وبطحاؤها ياقوت ، وترابها كافور ، ووحلها مسك ، يخرج من أصلها أنهار الخمر واللبن والعسل ، وهي مجلس لأهل الجنة ، فبينا هم في مجلسهم إذ أتتهم ملائكة من ربهم ، يقودون نجبا مزمومة بسلاسل من ذهب ، وجوهها كالمصابيح من حسنها ، وبرها كخز المرعزى من لينه ، عليها رحال ألواحها من ياقوت ، ودفوفها من ذهب ، [ ص: 440 ] وثيابها من سندس وإستبرق ، فينيخونها ويقولون : إن ربنا أرسلنا إليكم لتزوروه وتسلموا عليه . قال : فيركبونها ، قال : فهي أسرع من الطائر ، وأوطأ من الفراش نجبا من غير مهنة ، يسير الرجل إلى جنب أخيه وهو يكلمه ويناجيه ، لا تصيب أذن راحلة منها أذن صاحبتها ، ولا برك راحلة برك صاحبتها ، حتى إن الشجرة لتتنحى عن طرقهم لئلا تفرق بين الرجل وأخيه . قال : فيأتون إلى الرحمن الرحيم ، فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليه ، فإذا رأوه قالوا : اللهم أنت السلام ومنك السلام ، وحق لك الجلال والإكرام" . قال : فيقول تبارك وتعالى عند ذلك : "أنا السلام ، ومني السلام ، وعليكم حقت رحمتي ومحبتي ، مرحبا بعبادي الذين خشوني بغيب وأطاعوا أمري" . قال : فيقولون : "ربنا إنا لم نعبدك حق عبادتك ولم نقدرك حق قدرك ، فأذن لنا بالسجود قدامك" قال : فيقول الله : إنها ليست بدار نصب ولا عبادة ، ولكنها دار ملك ونعيم ، وإني قد رفعت عنكم نصب العبادة ، فسلوني ما شئتم ، فإن لكل رجل منكم أمنيته" . فيسألونه ، حتى إن أقصرهم أمنية ليقول : رب ، تنافس أهل الدنيا في دنياهم فتضايقوا فيها ، رب فآتني كل شيء كانوا فيه من يوم خلقتها إلى أن انتهت الدنيا" فيقول الله : لقد قصرت بك اليوم أمنيتك ، ولقد سألت دون منزلتك ، هذا لك مني ، وسأتحفك بمنزلتي؛ لأنه ليس في عطائي نكد ولا تصريد" . قال : ثم يقول : "اعرضوا على عبادي ما لم تبلغ أمانيهم ، ولم يخطر لهم على بال" . قال : فيعرضون عليهم حتى يقضوهم أمانيهم [ ص: 441 ] التي في أنفسهم ، فيكون فيما يعرضون عليهم براذين مقرنة ، على كل أربعة منها سرير من ياقوتة واحدة ، على كل سرير منها قبة من ذهب مفرغة ، في كل قبة منها فرش من فرش الجنة مظاهرة ، في كل قبة منها جاريتان من الحور العين ، على كل جارية منهن ثوبان من ثياب الجنة ، ليس في الجنة لون إلا وهو فيهما ، ولا ريح طيبة إلا قد عبقتا به ، ينفذ ضوء وجوههما غلظ القبة ، حتى يظن من يراهما أنهما من دون القبة ، يرى مخهما من فوق سوقهما كالسلك الأبيض من ياقوتة حمراء ، يريان له من الفضل على صاحبته كفضل الشمس على الحجارة ، أو أفضل ، ويرى هولهما مثل ذلك . ثم يدخل إليهما فيحييانه ويقبلانه ويعانقانه ، ويقولان له : "والله ما ظننا أن الله يخلق مثلك" ثم يأمر الله الملائكة فيسيرون بهم صفا في الجنة ، حتى ينتهي كل رجل منهم إلى منزلته التي أعدت له .

20391 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا علي بن جرير ، عن حماد قال : شجرة في الجنة في دار كل مؤمن غصن منها .

20392 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن حسان بن أبي الأشرس ، عن مغيث بن سمي قال : "طوبى" شجرة في الجنة ، لو أن رجلا ركب قلوصا جذعا أو جذعة ، ثم دار بها ، لم يبلغ المكان الذي ارتحل منه حتى يموت هرما . وما من أهل الجنة منزل إلا فيه غصن من أغصان تلك الشجرة متدل عليهم ، فإذا أرادوا أن يأكلوا من الثمرة تدلى إليهم [ ص: 442 ] فيأكلون منه ما شاءوا ، ويجيء الطير فيأكلون منه قديدا وشواء ما شاءوا ، ثم يطير .

وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر بنحو ما قال من قال هي شجرة .

ذكر الرواية بذلك :

20393 - حدثني سليمان بن داود القومسي قال : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع قال : حدثنا معاوية بن سلام ، عن زيد : أنه سمع أبا سلام قال : حدثنا عامر بن زيد البكالي : أنه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، في الجنة فاكهة؟ قال : نعم ، فيها شجرة تدعى "طوبى" هي تطابق الفردوس . قال : أي شجر أرضنا تشبه؟ قال : ليست تشبه شيئا من شجر أرضك ، ولكن أتيت الشأم؟ فقال : لا يا رسول الله . فقال : فإنها تشبه شجرة تدعى الجوزة ، تنبت على ساق واحدة ، ثم ينتشر أعلاها . قال : ما عظم أصلها؟ قال : لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ، ما أحاطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتاها هرما .

[ ص: 443 ] 20394 - حدثنا الحسن بن شبيب قال : حدثنا محمد بن زياد الجزري ، عن فرات بن أبي الفرات ، عن معاوية بن قرة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( طوبى لهم وحسن مآب ) : ، شجرة غرسها الله بيده ، ونفخ فيها من روحه ، نبتت بالحلي والحلل ، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة .

20395 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، أن دراجا حدثه أن أبا الهيثم حدثه ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن رجلا قال له : يا رسول الله ، ما طوبى؟ قال : شجرة في الجنة مسيرة مئة سنة ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها .

[ ص: 444 ] قال أبو جعفر : فعلى هذا التأويل الذي ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الرواية به ، يجب أن يكون القول في رفع قوله : ( طوبى لهم ) خلاف القول الذي حكيناه عن أهل العربية فيه . وذلك أن الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن "طوبى" اسم شجرة في الجنة ، فإذ كان كذلك ، فهو اسم لمعرفة كزيد وعمرو . وإذا كان ذلك كذلك ، لم يكن في قوله : ( وحسن مآب ) إلا الرفع ، عطفا به على "طوبى" .

وأما قوله : ( وحسن مآب ) ، فإنه يقول : وحسن منقلب؛ كما : -

20396 - حدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون قال : أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك : ( وحسن مآب ) ، قال : حسن منقلب .

التالي السابق


الخدمات العلمية