الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 590 ] أخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم وصححه، والبيهقي في «المدخل »، عن علي بن أبي طالب في قوله : قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال : علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال : اعلموا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، عن الضحاك في قوله : قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال : وأهليكم فليقوا أنفسهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن زيد بن أسلم قال : تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : قوا أنفسكم وأهليكم نارا فقالوا : يا رسول الله، كيف نقي أهلنا نارا؟ قال : «تأمرونهم بما يحب الله، وتنهونهم عما يكره الله» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن ابن عباس في قوله : قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال : أدبوا أهليكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد في قوله : قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال : أوصوا أهليكم بتقوى الله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 591 ] وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، عن قتادة في قوله : قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال : مروهم بطاعة الله، وانهوهم عن معصية الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن عبد العزيز بن أبي رواد قال : مر عيسى - عليه السلام - بجبل معلق بين السماء والأرض، فدخل فيه وبكى، وتعجب من حوله، ثم خرج إلى من حوله، فسأل : ما قصة هذا الجبل؟ فقالوا : ما لنا به علم، كذلك أدركنا آباءنا فقال : يا رب، ائذن لهذا الجبل يخبرني ما قصته، فأذن له فقال : لما قال الله : نارا وقودها الناس والحجارة طرت، خفت أن أكون من وقودها، فادع الله أن يؤمنني، فدعا الله، فأمنه، فقال : الآن قررت، فقر على الأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا، وابن قدامة في كتاب «البكاء والرقة» عن محمد بن هاشم قال : لما نزلت هذه الآية : وقودها الناس والحجارة قرأها النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعها شاب إلى جنبه فصعق، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه في حجره رحمة له، فمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم فتح عينيه، فإذا رأسه في حجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : بأبي أنت وأمي، مثل أي شيء الحجر؟ فقال : «أما يكفيك ما أصابك؟ على أن الحجر منها لو وضع على جبال الدنيا لذابت [ ص: 592 ] منه، وإن مع كل إنسان منهم حجرا وشيطانا» .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية