الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2754 [ 1566 ] وعن أبي هريرة قال: قال سعد بن عبادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو وجدت مع أهلي رجلا لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم". قال: كلا والذي بعثك بالحق إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك. قال صلى الله عليه وسلم: "اسمعوا إلى ما يقول سيدكم، إنه لغيور، وأنا أغير منه، والله أغير مني".

                                                                                              رواه مسلم (1498) (16)، وأبو داود (4532 - 4533). [ ص: 304 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 304 ] و (قوله: اسمعوا إلى ما يقول سيدكم ) قال ابن الأنباري : السيد: الذي يفوق قومه في الفخر.

                                                                                              قلت: وذلك لا يكون حتى يجتمع له من خصال الشرف، والفضائل، والكمال ما يبرز بها عليهم، ويتقدمهم بسببها. كما قال:


                                                                                              فإن كنت سيدنا سدتنا وإن كنت للخال فاذهب فخل



                                                                                              و (قوله: لضربته بالسيف ضربا غير مصفح ) أي: غير ضارب بصفحه. وصفحتا السيف: وجهاه، وغراراه: حداه.

                                                                                              و (قوله: إنه لغيور، وأنا أغير منه، والله أغير مني ) الغيرة في حقنا: هيجان، وانزعاج يجده الإنسان من نفسه يحمل على صيانة الحرم، ومنعهم من الفواحش ومقدماتها. والله تعالى منزه عن مثل ذلك الهيجان، فإنه تغير يدل على الحدوث. فإذا أطلقت لفظ الغيرة على الله تعالى فإنما معناه: أنه تعالى منع من الإقدام على الفواحش، بما توعد عليها من العقاب، والزجر، والذم، وبما نصب [ ص: 305 ] عليها من الحدود.

                                                                                              وقد دل على صحة هذا قوله في حديث آخر: (وغيرة الله ألا يأتي المؤمن ما حرمه الله عليه).




                                                                                              الخدمات العلمية