الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الرابعة : ذكروا في اشتقاق لفظ الإنسان وجوها :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدها : يروى عن ابن عباس أنه قال : سمي إنسانا ؛ لأنه عهد إليه فنسي ، وقال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                            سميت إنسانا لأنك ناسي

                                                                                                                                                                                                                                            .

                                                                                                                                                                                                                                            وقال أبو الفتح البستي :


                                                                                                                                                                                                                                            فيا أكثر الناس إحسانا إلى الناس     وأكثر الناس إفضالا على الناس


                                                                                                                                                                                                                                            نسيت عهدك والنسيان مغتفر     فاغفر فأول ناس أول الناس



                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : سمي إنسانا لاستئناسه بمثله .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : قالوا : الإنسان إنما سمي إنسانا لظهورهم وأنهم يؤنسون أي يبصرون من قوله : ( آنس من جانب الطور نارا ) [القصص : 29] كما سمي الجن لاجتنانهم .

                                                                                                                                                                                                                                            واعلم أنه لا يجب في كل لفظ أن يكون مشتقا من شيء آخر وإلا لزم التسلسل ، وعلى هذا لا حاجة إلى جعل لفظ الإنسان مشتقا من شيء آخر .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الخامسة : قال ابن عباس : إنها نزلت في منافقي أهل الكتاب ، منهم عبد الله بن أبي [ ص: 56 ] ومعتب بن قشير ، وجد بن قيس ، كانوا إذا لقوا المؤمنين يظهرون الإيمان والتصديق ويقولون إنا لنجد في كتابنا نعته وصفته ولم يكونوا كذلك إذا خلا بعضهم إلى بعض .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية