الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أبو يعلى

                                                                                      الإمام الحافظ ، شيخ الإسلام أبو يعلى ، أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي الموصلي ، محدث الموصل ، وصاحب المسند والمعجم .

                                                                                      ولد في ثالث شوال سنة عشر ومائتين فهو أكبر من النسائي بخمس سنين ، وأعلى إسنادا منه .

                                                                                      لقي الكبار ، وارتحل في حداثته إلى الأمصار باعتناء أبيه وخاله محمد بن أحمد بن أبي المثنى ، ثم بهمته العالية .

                                                                                      وسمع من أحمد بن حاتم الطويل ، وأحمد بن جميل ، وأحمد بن عيسى التستري ، وأحمد بن إبراهيم الموصلي ، وأحمد بن منيع ، وأحمد بن محمد بن أيوب ، وإبراهيم بن الحجاج السامي ، وإبراهيم بن الحجاج النيلي صاحب سلام بن أبي مطيع ، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة ، وإبراهيم بن عبد الله الهروي ، وإبراهيم بن زياد سبلان ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وإسحاق بن موسى الخطمي ; وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني ، وأبي معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي ، وأبي [ ص: 175 ] إبراهيم إسماعيل الترجماني ، وإسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي ، وأيوب بن يونس البصري : عن وهيب ، والأزرق بن علي أبي الجهم ، وأمية بن بسطام .

                                                                                      وبشر بن الوليد الكندي ، وبشر بن هلال ، وبسام بن يزيد النقال .

                                                                                      وجعفر بن مهران السباك ، وجبارة بن المغلس ، وجعفر بن حميد الكوفي .

                                                                                      وحوثرة بن أشرس العدوي ، والحسن بن عيسى بن ماسرجس ، والحكم بن موسى ، والحارث بن مسكين ، والحارث بن سريج ، وحفص بن عبد الله الحلواني ، وحجاج بن الشاعر .

                                                                                      وخلف بن هشام البزار ، وخالد بن مرداس ، وخليفة بن خياط .

                                                                                      وداود بن عمرو الضبي ، وداود بن رشيد .

                                                                                      وروح بن عبد المؤمن المقرئ ، والربيع بن ثعلب .

                                                                                      وأبي خيثمة زهير بن حرب ، وزكريا بن يحيى زحمويه ، وزكريا بن يحيى الرقاشي ، وزكريا بن يحيى الكسائي الكوفي ، وأبي الربيع الزهراني .

                                                                                      وأبي الربيع سليمان بن داود الختلي ، وأبي أيوب سليمان بن داود الشاذكوني ، وسليمان بن محمد المباركي ، وسعيد بن عبد الجبار ، وسعيد بن أبي الربيع السمان ، وسعيد بن مطرف الباهلي ، وسريج بن يونس ، وسهل بن زنجلة الرازي .

                                                                                      وشيبان بن فروخ .

                                                                                      والصلت بن مسعود الجحدري ، وصالح بن مالك الخوارزمي .

                                                                                      [ ص: 176 ] وعبد الله بن محمد بن أسماء ، وعبد الله بن معاوية الجمحي ، وعبد الله بن سلمة البصري ، عن أشعث بن براز الهجيمي ، وعبد الله بن عون الخراز ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وعبد الله بن بكار البصري ، وعبد الله بن عمر مشكدانة وعبيد الله بن عمر القواريري ، وعبيد الله بن معاذ ، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي ، وعبد الرحمن بن صالح الأزدي ، وأبي نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار ، وعبد الواحد بن غياث ، وعبد الغفار بن عبد الله بن الزبير ، وعبد الأعلى بن حماد النرسي ، وعلي بن الجعد ، وعلي بن حمزة المعولي ، وعلي بن المديني ، وعمرو الناقد ، وعمرو بن الحصين ، وعمرو بن أبي عاصم النبيل ، وعيسى بن سالم ، وعثمان بن شيبة .

                                                                                      وغسان بن الربيع .

                                                                                      والفضل بن الصباح .

                                                                                      وقطن بن نسير .

                                                                                      وكامل بن طلحة .

                                                                                      ومصعب بن عبد الله ، ومنصور بن أبي مزاحم ، ومعلى بن مهدي ، ومسروق بن المرزبان ، والمنتجع بن مصعب بصري ، وموسى بن محمد بن حيان ، ومحمد بن منهال الضرير ، ومحمد بن منهال الأنماطي ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي ، ومحمد بن يحيى بن سعيد القطان ، ومحمد بن جامع [ ص: 177 ] العطار وضعفه ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمد بن بكار مولى بني هاشم ، ومحمد بن بكار البصري ، ومحمد بن عباد المكي ، ومحمد بن إسحاق المسيبي ، وأبي كريب محمد بن العلاء ، ومحمد بن خالد الطحان ، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي .

                                                                                      ونعيم بن الهيصم .

                                                                                      وهدبة بن خالد ، وهارون بن معروف ، وهاشم بن الحارث ، والهذيل بن إبراهيم الجماني .

                                                                                      ووهب بن بقية .

                                                                                      ويحيى بن معين ، ويحيى بن أيوب المقابري ، ويحيى الحماني ، وخلق كثير سواهم ، مذكورين في " معجمه " . قال أبو موسى المديني : أخبرنا هبة الله الأبرقوهي عمن ذكره أن والد أبي عبد الله بن مندة رحل إلى أبي يعلى ، وقال له : إنما رحلت إليك لإجماع أهل العصر على ثقتك وإتقانك .

                                                                                      وقال السلمي : سألت الدارقطني عن أبي يعلى ، فقال : ثقة مأمون .

                                                                                      حدث عنه : الحافظ أبو عبد الرحمن النسائي في " الكنى " ، فقال : حدثنا أحمد بن المثنى ، نسبة إلى جده ، والحافظ أبو زكريا يزيد بن محمد الأزدي ، وأبو حاتم بن حبان ، وأبو الفتح الأزدي ، وأبو علي الحسين بن محمد النيسابوري ، وحمزة بن محمد الكناني ، والطبراني ، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، وأبو أحمد عبد الله بن عدي ، وابن السني ، وأبو عمرو بن حمدان الحيري ، وأبوه ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ ، والقاضي يوسف بن القاسم الميانجي ، ومحمد بن النضر النخاس - [ ص: 178 ] بمعجمه ، ونصر بن أحمد بن الخليل المرجي ، وأبو الشيخ ، وخلق كثير .

                                                                                      قال يزيد بن محمد الأزدي في " تاريخ الموصل " : ومنهم أبو يعلى التميمي . فذكر نسبه وكبار شيوخه ، وقال : كان من أهل الصدق والأمانة ، والدين والحلم ، روى عن غسان بن الربيع ، ومعلى بن مهدي ، وغيرهما من المواصلة . إلى أن قال : وهو كثير الحديث ، صنف المسند وكتبا في الزهد ، والرقائق ، وخرج الفوائد ، وكان عاقلا ، حليما صبورا ، حسن الأدب ، سمعته يقول : سمعت ابن قدامة : سمعت سفيان يقول : ما تمتع متمتع بمثل ذكر الله ، قال داود -عليه السلام- : ما أحلى ذكر الله في أفواه المتعبدين .

                                                                                      وحدثنا أبو يعلى : حدثنا ابن زنجويه : سمعت عبد الرزاق يقول : الرافضي عندي كافر .

                                                                                      وقد بلغنا عن أبي عمرو بن حمدان أنه كان يفضل أبا يعلى الموصلي على الحسن بن سفيان ، فقيل له : كيف تفضله و " مسند " الحسن أكبر ، وشيوخه أعلى ؟ قال : لأن أبا يعلى كان يحدث احتسابا ، والحسن بن سفيان كان يحدث اكتسابا .

                                                                                      وقد وثق أبا يعلى أبو حاتم البستي وغيره ، قال ابن حبان : هو من المتقنين المواظبين على رعاية الدين وأسباب الطاعة .

                                                                                      وقال ابن عدي : ما سمعت " مسندا " على الوجه إلا " مسند " أبي يعلى ; لأنه كان يحدث لله عز وجل .

                                                                                      قال ابن المقرئ : سمعت أبا إسحاق بن حمزة يثني على " مسند " أبي يعلى ويقول : من كتبه قل ما يفوته من الحديث .

                                                                                      [ ص: 179 ] قال ابن المقرئ : سمعت أبا يعلى يقول : عامة سماعي بالبصرة مع أبي زرعة .

                                                                                      وقال الحافظ عبد الغني الأزدي : أبو يعلى أحد الثقات الأثبات ، كان على رأي أبي حنيفة .

                                                                                      قلت : نعم ; لأنه أخذ الفقه عن أصحاب أبي يوسف .

                                                                                      قال ابن مندة : أحمد بن علي بن المثنى بن عيسى بن هلال بن دينار التميمي ، أبو يعلى ، أحد الثقات ، مات سنة سبع وثلاثمائة .

                                                                                      وقال أبو أحمد بن عدي في " كامله " في ذكر محمد الطفاوي : سمعت أبا يعلى يقول : عندي عن أبي خيثمة المسند والتفسير والموقوفات ، حديثه كله .

                                                                                      وقد وصف أبو حاتم البستي أبا يعلى بالإتقان والدين ، ثم قال : وبينه وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أنفس .

                                                                                      وقال أبو عبد الله الحاكم : كنت أرى أبا علي الحافظ معجبا بأبي يعلى الموصلي وحفظه وإتقانه ، وحفظه لحديثه ، حتى كان لا يخفى عليه منه إلا اليسير . ثم قال الحاكم : هو ثقة مأمون .

                                                                                      وقال أبو علي الحافظ : لو لم يشتغل أبو يعلى بكتب أبي يوسف على بشر بن الوليد الكندي لأدرك بالبصرة سليمان بن حرب ، وأبا الوليد الطيالسي .

                                                                                      قلت : قنع برفيقهما الحافظ علي بن الجعد .

                                                                                      [ ص: 180 ] قال أبو سعد السمعاني : سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الحافظ يقول : قرأت المسانيد كمسند العدني ، ومسند أحمد بن منيع وهي كالأنهار ، ومسند أبي يعلى كالبحر يكون مجتمع الأنهار .

                                                                                      قلت : صدق ، ولا سيما " مسنده " الذي عند أهل أصبهان من طريق ابن المقرئ عنه ; فإنه كبير جدا ، بخلاف " المسند " الذي رويناه من طريق أبي عمرو بن حمدان عنه ، فإنه مختصر .

                                                                                      ويقع حديثه عاليا بالاتصال للشيخ فخر الدين بن البخاري في أمالي الجوهري ، ويقع حديثه بالإجازة العالية لأولادنا في أثناء جزء مأمون ، وقد قرأت سماعه في سنة خمس وعشرين ومائتين ببغداد من أحمد بن حاتم الطويل صاحب مالك ، وأبو الوليد الطيالسي حي بالبصرة إلى سنة سبع وعشرين ، وعاش أبو يعلى إلى أثناء سنة سبع وثلاثمائة فقيده أبو الحسين بن المنادي في رابع عشر جمادى الأولى .

                                                                                      قلت : وانتهى إليه علو الإسناد ، وازدحم عليه أصحاب الحديث ، وعاش سبعا وتسعين سنة .

                                                                                      ومات معه في سنة سبع عدة من الكبار ، كالحافظ زكريا الساجي ، وأبي عمران موسى بن سهل الجوني ، شيخي الحديث بالبصرة ، والحافظ محمد بن هارون الروياني ، وشيخا بلد واسط : جعفر بن أحمد بن سنان ، ومحمود بن محمد ، ومحدث دمشق جعفر بن أبي عاصم ، ومسند بغداد الحسن بن الطيب الشجاعي البلخي ، ومسند أصبهان المعمر أبو جعفر محمد بن علي بن مخلد بن فرقد الأصبهاني ، وشيخ القراء أبو العباس أحمد بن سهل الأشناني ، والحافظ أبو محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري بمكة ، والمحدث أبو زكريا يحيى بن زكريا النيسابوري صاحب [ ص: 181 ] قتيبة بمصر ، والحافظ جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري الأعرج بحلب ، ويقال له : جعفرك ، ومقرئ مصر أبو بكر بن مالك بن سيف التجيبي ، وشيخ بغداد أبو محمد الهيثم بن خلف الدوري .

                                                                                      ورفيقه محمد بن صالح بن ذريح العكبري ، رحمهم الله تعالى .

                                                                                      أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد قراءة عليه ، عن عبد المعز بن محمد البزاز : أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي سنة تسع وأربعين وأربعمائة ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان ، أخبرنا أبو يعلى الموصلي بها سنة ست وثلاثمائة ، حدثنا عبد الله بن بكار ، حدثنا عكرمة بن عمار ، عن الهرماس بن زياد قال : رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم العيد الأضحى يخطب على بعير هذا حديث حسن عال جدا تساعي لنا .

                                                                                      أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي : أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي ، أخبرنا تميم بن أبي سعيد ، أخبرنا أبو سعد الكنجروذي ، أخبرنا أبو عمرو الحيري ، أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن أبي عون : سمعت جابر بن سمرة قال : قال عمر لسعد : قد شكوك في كل شيء حتى في الصلاة . قال : أما أنا فإني أمد في الأوليين ، وأحذف في الأخريين ، وما آلوا ما اقتديت به من صلاة رسول الله . قال : [ ص: 182 ] ذاك الظن بك ، أو كذاك ظني بك .

                                                                                      قال يزيد بن محمد : أخبرنا أبو يعلى الموصلي : أنشدنا عمر بن شبة ، عن أبي غزية :

                                                                                      لا يزهدنك في أخ لك أن تراه زل زله     والمرء يطرحه الذي
                                                                                      ن يلونه في شر إله     ويخونه من كان من
                                                                                      أهل البطانة والدخله     والموت أعظم حادث
                                                                                      مما يمر على الجبله

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية