الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6213 وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي : حدثنا أبي ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلؤون عن الحوض فأقول : يا رب أصحابي ، فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا تعليق عن أحمد بن شبيب بفتح الشين المعجمة وكسر الباء الموحدة الأولى ابن سعيد الحبطي بفتح الحاء المهملة وكسر الباء الموحدة وبالطاء المهملة ينسب إلى الحبطات من تميم وهو الحارث بن عمرو بن تميم بن مر ، والحارث هو الحبط ، وولده يقال لهما : الحبطات ، وأحمد هذا يروي عن أبيه شبيب بن سعيد ، عن يونس بن يزيد ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري .

                                                                                                                                                                                  ووصل هذا التعليق أبو عوانة عن أبي زرعة الرازي وأبي الحسن الميموني قالا : حدثنا أحمد بن شبيب به .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يرد علي " بتشديد الياء .

                                                                                                                                                                                  قوله : " رهط " قد مر غير مرة أن الرهط من الرجال ما دون العشرة ، وقيل : إلى الأربعين ولا يكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه ، ويجمع على أرهط وأرهاط وأراهط جمع الجمع .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فيحلؤون " من التحلئة بالحاء المهملة وتشديد اللام بعدها همزة مضمومة على صيغة المجهول أي : يمنعون ويطردون ، يقال : حلأه عن الماء إذا طرده ومنعه منه هذا ، هكذا في رواية الكشميهني ، ويروى : " فيجلون " على صيغة المجهول أيضا بالجيم الساكنة وفتح اللام أي : يصرفون .

                                                                                                                                                                                  قوله : " على أدبارهم " ويروى " على أعقابهم " .

                                                                                                                                                                                  قوله : " القهقرى " هو الرجوع إلى خلف ، فإذا قلت : رجعت القهقرى فكأنك قلت : رجعت الرجوع الذي يعرف بهذا الاسم لأن القهقرى ضرب من الرجوع ، وقال ابن الأثير : القهقرى مصدر فيكون منصوبا على المصدرية من غير لفظه كما في قولك قعدت جلوسا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية