الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مختلف الحديث

779 - والمتن إن نافاه متن آخر وأمكن الجمع فلا تنافر      780 - كمتن " لا يورد " مع " لا عدوى
" فالنفي للطبع وفر عدوا      781 - أو لا فإن نسخ بدا فاعمل به
أو لا فرجح واعملن بالأشبه

[ مختلف الحديث والمصنفات فيه ] ( مختلف الحديث ) ; أي : اختلاف مدلوله ظاهرا ، وهو من أهم الأنواع ، تضطر إليه جميع الطوائف من العلماء ، وإنما يكمل للقيام به من كان إماما جامعا لصناعتي الحديث والفقه ، غائصا على المعاني الدقيقة ; ولذا كان إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة من أحسن الناس فيه كلاما ، لكنه توسع حيث قال : ( لا أعرف حديثين صحيحين متضادين ، فمن كان عنده شيء من ذلك فليأتني به لأؤلف بينهما ) . وانتقد عليه بعض صنيعه في [ ص: 67 ] توسعه ، فقال البلقيني : إنه لو فتحنا باب التأويلات لاندفعت أكثر العلل .

وأول من تكلم فيه إمامنا الشافعي ، وله فيه مجلد جليل من جملة كتب ( الأم ) ، ولكنه لم يقصد استيعابه ، بل هو مدخل عظيم لهذا النوع ، يتنبه به العارف على طريقه . وكذا صنف فيه أبو محمد بن قتيبة ، وأتى فيه بأشياء حسنة ، وقصر باعه في أشياء قصر فيها ، وقد قرأتهما . وأبو جعفر بن جرير الطبري ، وأبو جعفر الطحاوي في كتابه ( مشكل الآثار ) ، وهو من أجل كتبه ، ولكنه قابل للاختصار غير مستغن عن الترتيب والتهذيب ، وقد اختصره ابن رشد ، هذا مع قول البيهقي : إنه بين في كلامه أن علم الحديث لم يكن من صناعته ، إنما أخذ الكلمة بعد الكلمة من أهله ، ثم لم يحكمها .

وممن صنف فيه أيضا أبو بكر بن فورك ، وأبو محمد القصري ، وابن حزم ، وهو نحو عشرة آلاف ورقة . وكان الأنسب عدم الفصل بينه وبين الناسخ والمنسوخ ، فكل ناسخ منسوخ مختلف ، ولا عكس .

التالي السابق


الخدمات العلمية