الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار

                                                                                                                                                                                                                                      37 - رجال فاعل يسبح ، "يسبح": شامي وأبو بكر ويسند إلى أحد الظروف الثلاثة أعني له فيها بالغدو ورجال مرفوع بما دل عليه يسبح أي : يسبح له لا تلهيهم لا تشغلهم تجارة في السفر ولا بيع في الحضر وقيل التجارة الشراء إطلاقا لاسم الجنس على النوع أو خص البيع بعد ما عم ؛ لأنه أوغل في الإلهاء من الشراء ؛ لأن الربح في البيعة الرابحة متيقن وفي الشراء مظنون عن ذكر الله باللسان والقلب وإقام الصلاة أي : عن إقامة الصلاة ، التاء في إقامة عوض من العين الساقطة للإعلال الأصل إقوام فلما قلبت الواو ألفا اجتمع ألفان فحذفت إحداهما لالتقاء الساكنين فأدخلت التاء عوضا عن المحذوف فلما أضيفت أقيمت الإضافة مقام التاء فأسقطت وإيتاء الزكاة أي : ، وعن إيتاء الزكاة والمعنى: لا تجارة لهم حتى تلهيهم كأولياء العزلة أو يبيعون ويشترون ويذكرون الله مع ذلك وإذا حضرت الصلاة قاموا إليها غير متثاقلين كأولياء العشرة يخافون يوما أي : يوم القيامة ويخافون حال من الضمير في تلهيهم أو صفة أخرى لرجال تتقلب فيه القلوب ببلوغها إلى الحناجر والأبصار بالشخوص والزرقة أو تتقلب القلوب إلى الإيمان بعد الكفران والأبصار إلى العيان بعد إنكاره للطغيان كقوله فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية