الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك ؛ وقرئت: " يوحى " ؛ وقرئت: " نوحي إليك وإلى الذين من قبلك " ؛ بالنون؛ وجاء في التفسير أن " حـم عـسـق " قد أوحيت إلى كل نبي قبل محمد - صلى الله عليه وعليهم أجمعين -؛ وموضع الكاف من " كذلك " : نصب؛ المعنى: " مثل ذلك يوحي إليك... " ؛ فمن قرأ: " يوحي " ؛ بالياء؛ فاسم الله - عز وجل - رفع بفعله؛ وهو " يوحي " ؛ ومن قرأ: " يوحى إليك " ؛ فاسم الله مبين عما لم يسم فاعله؛ ومثل هذا من الشعر:


                                                                                                                                                                                                                                        ليبك يزيد ضارع لخصومة ... ومختبط مما تطيح الطوائح



                                                                                                                                                                                                                                        فبين من ينبغي أن يبكيه؛ ومن قرأ: " نوحي إليك " ؛ بالنون؛ جعل " نوحي " ؛ إخبارا عن الله - عز وجل -؛ ورفع " الله " ؛ بالابتداء؛ وجعل " العزيز الحكيم " ؛ خبرا عن " الله " ؛ وإن شاء كان [ ص: 394 ] " العزيز الحكيم " ؛ صفة لـ " الله " - عز وجل - يرتفع كما يرتفع اسم الله؛ ويكون الخبر له ما في السماوات وما في الأرض

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية