الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1007 حدثنا حسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا معاوية يعني ابن سلام عن زيد أنه سمع أبا سلام يقول حدثني عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاث مائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاث مائة السلامى فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار قال أبو توبة وربما قال يمسي وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثني معاوية أخبرني أخي زيد بهذا الإسناد مثله غير أنه قال أو أمر بمعروف وقال فإنه يمسي يومئذ وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي حدثنا يحيى بن كثير حدثنا علي يعني ابن المبارك حدثنا يحيى عن زيد بن سلام عن جده أبي سلام قال حدثني عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق كل إنسان بنحو حديث معاوية عن زيد وقال فإنه يمشي يومئذ

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل ) هو بفتح الميم وكسر الصاد .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى ) قد يقال : وقع هنا إضافة ثلاث إلى مائة مع تعريف الأول وتنكير الثاني ، والمعروف لأهل العربية عكسه ، وهو تنكير الأول وتعريف الثاني ، وقد سبق بيان هذا والجواب عنه وكيفية قراءته في كتاب الإيمان في حديث حذيفة في حديث احصوا لي كم يلفظ [ ص: 78 ] بالإسلام قلنا : أتخاف علينا ونحن بين الستمائة وأما السلامى - فبضم السين المهملة وتخفيف اللام - وهو المفصل ، وجمعه سلاميات ، بفتح الميم وتخفيف الياء .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : " زحزح نفسه عن النار " أي باعدها .

                                                                                                                قوله : ( فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار ) قال أبو توبة : وربما قال : ( يمسي ) ، ووقع لأكثر رواة كتاب مسلم الأول ( يمشي ) بفتح الياء وبالشين المعجمة والثاني بضمها وبالسين المهملة ، ولبعضهم عكسه ، وكلاهما صحيح .

                                                                                                                وأما قوله بعده في رواية الدارمي ( وقال : إنه يمسي ) فبالمهملة لا غير ، وأما قوله بعده في حديث أبي بكر بن نافع : ( وقال : فإنه يمشي يومئذ ) فبالمعجمة باتفاقهم .




                                                                                                                الخدمات العلمية