الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6345 2 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا وهيب ، حدثنا ابن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا [ ص: 232 ] تجسسوا ، ولا تباغضوا ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته لأثر عقبة ظاهرة في قوله : " إياكم والظن " ، و" وهيب " مصغر وهب هو ابن خالد البصري ، يروي عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب النكاح في باب لا يخطب على خطبة أخيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إياكم والظن " معناه : اجتنبوه ، قال المهلب : هذا الظن ليس هو الاجتهاد على الظن وإنما هو الظن المنهي عنه في الكتاب والسنة وهو الذي لا يستند إلى أصل .

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني : والأظهر أن المراد به ظن السوء بالمسلمين لا ما يتعلق بالأحكام ، قوله : " أكذب الحديث " ، قيل : الكذب لا يقبل الزيادة والنقصان ، فكيف جاء منه أفعل التفضيل ؟ وأجيب بأن معناه الظن أكثر كذبا من سائر الأحاديث ، قيل : الظن ليس بحديث ، وأجيب بأنه حديث نفساني ومعناه الحديث الذي منشؤه الظن أكثر كذبا من غيره .

                                                                                                                                                                                  وقال الخطابي : أي الظن منشأ أكثر الكذب ، و" لا تجسسوا " بالجيم وهو ما تطلبه لغيرك ، و" لا تحسسوا " بالحاء وهو ما تطلبه لنفسك .

                                                                                                                                                                                  وقيل : التجسس بالجيم البحث عن بواطن الأمور ، وأكثر ما يقال ذلك في الشر ، وقيل : بالجيم في الخير وبالحاء في الشر ، وقال الجرمي : معناهما واحد وهما تطلب معرفة الأخبار ، قوله : " ولا تدابروا " أي ولا تقاطعوا ولا تهاجروا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية