الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال : الدرجة الثالثة : شهود انفراد الحق بملك الحركة والسكون ، والقبض والبسط ، ومعرفته بتصريف التفرقة والجمع .

هذه الدرجة تتعلق بشهود وصف الله تبارك وتعالى وشأنه . والتي قبلها تتعلق بشهود حال العبد ووصفه . أي يشهد حركات العالم وسكونه صادرة عن الحق تعالى في كل متحرك وساكن ، فيشهد تعلق الحركة باسمه الباسط وتعلق السكون باسمه القابض فيشهد تفرده سبحانه بالبسط والقبض .

وأما معرفته بتصريف التفرقة والجمع فأن يكون المشاهد عارفا بمواضع التفرقة [ ص: 142 ] والجمع . والمراد بالتفرقة : نظر الاعتبار ، ونسبة الأفعال إلى الخلق .

والمراد بالجمع : شهود الأفعال منسوبة إلى موجدها الحق تعالى .

وقد يريدون بالتفرقة والجمع معنى وراء هذا الشهود . وهو حال التفرقة والجمع .

فحال التفرقة : تفرق القلب في أودية الإرادات وشعابها . وحال الجمع : جمعيته على مراد الحق وحده . فالأول : علم التفرقة والجمع . والثاني : حالهما . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية