الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 37 ] زياد بن أبي زياد

وهو زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، يكنى أبا جعفر واسم أبي زياد ميسرة فيما ذكر البخاري وكان زياد هذا أحد الفضلاء العباد الثقات من أهل المدينة يقال : إنه لم يكن في عصره بالمدينة مولى أفضل منه ، ومن أبي جعفر القاري وولاؤهما جميعا واحد ، قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : كان زيد بن أبي زياد عابدا ، وكان يلبس الصوف ، وكان يكون وحده ، ولا يجالس أحدا ، وكانت فيه لكنة ، وذكر العقيلي في تاريخه الكبير قال : أخبرنا يحيى بن عثمان حدثنا حامد بن يحيى حدثنا بكر بن صدقة قال : وزياد بن أبي زياد هو الذي يقول فيه جرير بن الخطفي إذ اجتمعوا عند باب عمر بن عبد العزيز فخرج الرسول فقال : أين زياد بن أبي زياد فأذن له فقال جرير : [ ص: 38 ]

يا أيها القارئ المرخي عمامته هذا زمانك أنى قد مضى زمني     أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه
أنا لدى الباب محبوسون في قرن

.

قال أبو عمر :

قد روي من وجوه أن هذا القول إنما قاله جرير لعون بن عبد الله بن عتبة ، والله أعلم .

لمالك عن زياد بن أبي زياد هذا من مرفوعات الموطإ حديث واحد مرسل ، وآخر موقوف مسند .

التالي السابق


الخدمات العلمية