الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
قال وأما الحزن فلم يأمر الله به ولا رسوله بل قد نهى عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين كقوله : { ولا تهنوا ولا تحزنوا } { لا تحزن إن الله معنا } { فلا يحزنك قولهم } { لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم } .

وذلك ; لأنه لا فائدة فيه وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به ، نعم ولا يأثم به صاحبه إذا لم يقترن بحزنه محرم وقد يقترن الحزن بما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه فيكون محمودا من تلك الجهة لا من جهة الحزن ، كالحزين على مصيبة في دينه وعلى مصائب المسلمين عموما ، فهذا يثاب عليه على قدر ما في قلبه من حب الخير وبغض الشر وتوابع ذلك ، ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع [ ص: 278 ] مضرة نهي عنه وإلا كان حسب صاحبه رفع الإثم عنه من جهة الحزن ، وأما إذا أفضى إلى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما أمر الله به ورسوله كان مذموما ومردودا عليه من تلك الجهة وإن كان محمودا من جهة أخرى .

التالي السابق


الخدمات العلمية