الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6419 3 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، عن وهيب ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس رضي الله عنه قال : قدم رهط من عكل على النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا في الصفة ، فاجتووا المدينة ، فقالوا : يا رسول الله ، أبغنا رسلا ، فقال : ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بإبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأتوها فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صحوا وسمنوا ، فقتلوا الراعي ، واستاقوا الذود ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصريخ ، فبعث الطلب في آثارهم ، فما ترجل النهار حتى أتي بهم ، فأمر بمسامير ، فأحميت فكحلهم ، وقطع أيديهم وأرجلهم وما حسمهم ، ثم ألقوا في الحرة يستسقون فما سقوا حتى ماتوا . قال أبو قلابة : سرقوا وقتلوا وحاربوا الله ورسوله .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 286 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 286 ] هذا طريق آخر في حديث أنس المذكور ، ووضع له ترجمة في ترك سقي العرنيين ، أخرجه عن موسى بن إسماعيل ، عن وهيب مصغر وهب ابن خالد ، عن أيوب السختياني ، عن أبي قلابة عبد الله بن زيد ، عن أنس بن مالك .

                                                                                                                                                                                  قوله : " رهط " هم عشيرة الرجل وأهله من الرجال ما دون العشرة ، وقيل : إلى الأربعين ، ولا يكون فيهم امرأة ، ولا واحد له من لفظه ، ويجمع على أرهط وأرهاط وأراهط جمع الجمع .

                                                                                                                                                                                  قوله : " في الصفة " هي سقيفة في مسجد النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - كانت مسكن الغرباء والفقراء والمهاجرين .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أبغنا " بهمزة قطع ، ثم بباء موحدة وغين معجمة : أي اطلب لنا ، وإبغاء الشيء طلبه ، وأعانه على طلبه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " رسلا " بكسر الراء وسكون السين المهملة اللين .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بإبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فيه تجريد ، قاله بعضهم . قلت : هو التفات ، وهو كقولك : الخليفة أمير المؤمنين يرسم لك بكذا ، وقيل : مر آنفا أنها إبل الصدقة . وأجيب : بأنها كانت مختلطة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فقتلوا الراعي " اسمه يسار ضد اليمين .

                                                                                                                                                                                  قوله " الذود " بفتح الذال المعجمة الإبل ما بين الثلاثة إلى العشرة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " الصريخ " : أي المستغيث ، وهو من الأضداد بمعنى المغيث أيضا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " الطلب " بفتحتين جمع الطالب .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فما ترجل " بالراء والجيم ، وهو الارتفاع .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وما حسمهم " ; لأنهم كانوا كفارا ، وقيل : ليس فيه أنه صلى الله تعالى عليه وسلم أمر بذلك ، ولا نهى عن سقيهم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ثم ألقوا " على صيغة المجهول .

                                                                                                                                                                                  قوله : " في الحرة " بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء ، وهي أرض ذات حجارة سود ، قوله : " فما سقوا " على صيغة المجهول ، وأصله فما سقيوا استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى القاف بعد سلب حركتها ، وحذفت الياء لالتقاء الساكنين .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية