الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              2886 - وروي عن ابن مسعود : فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة بأول حصاة .

              ثناه علي بن حجر أخبرنا شريك عن عامر ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : رمقت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة بأول حصاة .

              قال أبو بكر : ولعله يخطر ببال بعض العلماء أن في هذا الخبر دلالة على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقطع التلبية عند أول حصاة يرميها من جمرة العقبة ، وهذا عندي من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتابنا أن الأمر قد يكون إلى وقت مؤقت في الخبر ، والزجر يكون إلى وقت مؤقت في الخبر ، ولا يكون في ذكر الوقت ما يدل على أن الأمر بعد ذلك الوقت ساقط ، ولا أن الزجر بعد ذلك الوقت ساقط ، كزجره - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة بعد الصلاة حتى تطلع الشمس ، فلم يكن في قوله دلالة على أن الشمس إذا طلعت ، فالصلاة جائزة عند طلوعها ، إذ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد زجر أن يتحرى بالصلاة طلوع الشمس وغروبها ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد أعلم أن الشمس تطلع بين قرني شيطان فزجر عن الصلاة عند طلوع الشمس ، وقال : " وإذا ارتفعت فارقها " ، فدلهم بهذه المخاطبة أن الصلاة عند طلوعها غير جائزة حتى ترتفع [ ص: 1358 ] الشمس ، وقد أمليت من هذا الجنس مسائل كثيرة في الكتب المصنفة ، والدليل على صحة هذا التأويل الحديث المصرح الذي حدثناه .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية