الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يا أيتها النفس المطمئنة الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه والضياء في المختارة من طريق سعيد ابن جبير عن ابن عباس في قوله : يا أيتها النفس المطمئنة قال : المؤمنة ارجعي إلى ربك يقول : إلى جسدك، قال : نزلت هذه الآية وأبو بكر جالس فقال : يا رسول الله : ما أحسن هذا! فقال : أما إنه سيقال لك هذا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير قال : قرئت عند النبي صلى الله عليه وسلم : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فقال أبو بكر : إن هذا لحسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إن الملك سيقولها لك عند الموت .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 427 ] وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق ثابت بن عجلان عن سليم بن عامر قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : قرأت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فقلت : ما أحسن هذا يا رسول الله فقال : يا أبا بكر أما إن الملك سيقولها لك عند الموت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من يشتري بئر رومة نستعذب بها غفر الله له فاشتراها عثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل لك أن تجعلها سقاية للناس قال : نعم، فأنزل الله في عثمان بن عفان يا أيتها النفس المطمئنة الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : يا أيتها النفس المطمئنة

                                                                                                                                                                                                                                      قال : نزلت في عثمان بن عفان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : يا أيتها النفس المطمئنة قال : هو النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن بريدة في قوله : يا أيتها النفس المطمئنة قال : يعني نفس حمزة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن ابن عباس يا أيتها النفس [ ص: 428 ] المطمئنة قال : المصدقة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وسعيد بن منصور وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : يا أيتها النفس المطمئنة قال : التي أيقنت بأن الله ربها وضربت لأمر الله جأشا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن أبي الشيخ الهنائي قال : في قراءة أبي يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة فادخلي في عبدي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه قرأها فادخلي في عبدي على التوحيد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : ارجعي إلى ربك قال : ترد الأرواح يوم القيامة في الأجساد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : يسيل واد من أصل العرش فتنبت فيه كل دابة على وجه الأرض ثم تطير الأرواح فتؤمر أن تدخل الأجساد فهو قوله : ارجعي إلى ربك راضية مرضية .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 429 ] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : ارجعي إلى ربك راضية قال : بما أعطيت من الثواب مرضية عنها بعملها فادخلي في عبادي المؤمنين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : يا أيتها النفس المطمئنة الآية قال : إن الله إذا أراد قبض روح عبده المؤمن اطمأنت النفس إلى الله واطمأن الله إليها ورضيت عن الله ورضي الله عنها أمر بقبضها فأدخلها الجنة وجعلها من عباده الصالحين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي صالح في

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : ارجعي إلى ربك قال : هذا عند الموت رجوعها إلى ربها خروجها من الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل لها : فادخلي في عبادي وادخلي جنتي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني، وابن عساكر عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل : قل اللهم إني أسألك نفسا مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد عن مجاهد يا أيتها النفس المطمئنة قال : المخبتة إلى الله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 430 ] وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير عن قتادة والحسن يا أيتها النفس المطمئنة قالا المطمئنة إلى ما قال الله والمصدقة بما قال الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة يا أيتها النفس المطمئنة قال : هذا المؤمن اطمأن إلى ما وعد الله فادخلي في عبادي قال : ادخلي في الصالحين وادخلي جنتي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك ارجعي إلى ربك قال : إلى جسدك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي في الآية قال : إن المؤمن إذا مات أري منزله من الجنة فيقول تبارك وتعالى : يا أيتها النفس المطمئنة عندي ارجعي إلى جسدك الذي خرجت منه راضية ما رأيت من ثوابي مرضيا عنك حتى يسألك منكر ونكير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي فادخلي في عبادي قال : مع عبادي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم يا أيتها النفس المطمئنة الآية قال : بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث ويوم الجمع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن سعيد بن جبير قال : مات ابن عباس [ ص: 431 ] بالطائف فجاء طير لم نر عين خلقته فدخل نعشه ثم لم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يدرى من تلاها يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن عكرمة مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية