الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2911 [ 1647 ] وعن عائشة قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب عالية أصواتهم، وإذا أحدهم يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول: والله لا أفعل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين المتألي على الله ألا يفعل المعروف؟ قال: أنا يا رسول الله، فله أي ذلك أحب.

                                                                                              رواه أحمد (6 \ 69 )، والبخاري (2705)، ومسلم (1557).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (الخصوم): جمع خصم، كفلس وفلوس. وقد يقال: خصم على الجمع، والاثنين، كما قال تعالى: وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب [ص: 21] ويقال: خصم أيضا للمذكر والمؤنث.

                                                                                              و (قوله: وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه) أي: يسأله أن يضع عنه، ويرفق به.

                                                                                              و ( المتألي ): الحالف. يقال: تألى، يتألى، وائتلى، يأتلي. وآلى يؤلي. كل ذلك بمعنى الحلف.

                                                                                              وفيه ما يدل على أن سؤال الحطيطة والرفق جائز؛ إذ لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك إذ سمعه. وقد كره مالك ذلك، لما فيه من المهانة، والمنة.

                                                                                              [ ص: 429 ] قلت: وهذه الكراهة من مالك : إنما هي من طريق تسمية ترك الأولى: مكروها.

                                                                                              و (قوله: فله أي ذلك أحب ) أي: الوضع أو الرفق. وكان حقه: أي ذينك. فإن المشار إليهما اثنان، لكنه أشار إلى الكلام المتقدم المذكور. فكأنه قال: فله أي ذلك المذكور أحب. كما قال تعالى: ومن يفعل ذلك يلق أثاما [الفرقان: 68] وإذا تأملت هذا الكلام بان لك لطافة النبي صلى الله عليه وسلم وحسن سياسته، وكرم خلق الرجل، ومسارعته إلى فعل الخير.




                                                                                              الخدمات العلمية