الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  وقال أبو العالية : عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه . وقال أنس : عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل . وقال أبو هريرة : عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربكم عز وجل .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذه ثلاث تعاليق أخرى أوردها تنبيها على حكم العنعنة وأن حكمها الوصل عند ثبوت اللقي ، وفيه تنبيه آخر وهو أن رواية النبي عليه الصلاة والسلام إنما هي عن ربه سواء صرح بذلك الصحابي أم لا ، والدليل عليه أن ابن عباس رضي الله عنهما روى عنه حديثه المذكور في موضع آخر ولم يذكر فيه " عن ربه " .

                                                                                                                                                                                  لا يقال : ذكر العنعنة لا تعلق له بالترجمة ، وكذا ذكر الرواية ; لأنا نقول : لفظ الرواية شامل لجميع الأقسام المذكورة ، وكذا لفظ العنعنة ; لاحتماله كلا من هذه الألفاظ الثلاثة .

                                                                                                                                                                                  وهذه التعاليق وصلها البخاري في كتاب التوحيد ، وهؤلاء الصحابة قد ذكروا فيما مضى .

                                                                                                                                                                                  وأما أبو العالية فقد قال الشيخ قطب الدين في شرحه : هو البراء بالراء المشددة ، واسمه زياد بن فيروز البصري القرشي مولاهم ، وقيل : اسمه أذينة ، وقيل : كلثوم ، وقيل : زياد بن أذينة - سمع ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وغيرهم .

                                                                                                                                                                                  قال أبو زرعة : ثقة . توفي سنة تسعين ، روى له البخاري ومسلم ، وإنما قيل له البراء لأنه كان يبري النبل . ومثله أبو معشر البراء واسمه يوسف ، وكان يبري النبل ، وقيل : يبري العود . ومن عداهما البراء مخفف ، وكله ممدود .

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني : أبو العالية بالمهملة والتحتانية الظاهر أنه رفيع [ ص: 13 ] - بضم الراء وفتح الفاء - ابن مهران الرياحي ، أعتقته امرأة من بني رياح ، أدرك الجاهلية وأسلم بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين ، مات سنة تسعين .

                                                                                                                                                                                  ورياح - بالمثناة التحتانية - حي من بني تميم ، وقال بعضهم : أبو العالية المذكور ها هنا هو الرياحي ، وهو رفيع - بضم الراء ، ومن زعم أنه البراء بالراء المثقلة فقد وهم ; فإن الحديث المذكور معروف برواية الرياحي دونه . قلت : كل واحد من أبي العالية البراء وأبي العالية رفيع من الرواة عن ابن عباس ، وترجيح أحدهما على الآخر في رواية هذا الحديث عن ابن عباس يحتاج إلى دليل ، وقوله " فإن الحديث المذكور معروف برواية الرياحي دونه " يحتاج إلى نقل عن أحد ممن يعتمد عليه .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية