الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6489 22 - حدثنا فروة ، حدثنا علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة : هزم المشركون يوم أحد، وحدثني محمد بن حرب: حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكرياء ، عن هشام، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: صرخ إبليس يوم أحد في الناس: يا عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم على أخراهم حتى قتلوا اليمان، فقال حذيفة: أبي أبي، فقتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم، قال: وقد كان انهزم منهم قوم حتى لحقوا بالطائف .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "غفر الله لكم" لأن معناه: عفوت عنكم، لأن المسلمين كانوا قتلوا اليمان أبا حذيفة خطأ يوم أحد، فعفا حذيفة عنهم بعد قتله .

                                                                                                                                                                                  وقد أخرج أبو إسحاق الفزاري في السير، عن الأوزاعي ، عن الزهري قال: أخطأ المسلمون بأبي حذيفة يوم أحد حتى قتلوه، فقال حذيفة : يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين، فبلغت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فزاده عنده خيرا، ووداه من عنده .

                                                                                                                                                                                  وفروة : شيخ البخاري ، بفتح الفاء وسكون الراء وبالواو، ابن أبي المغراء ، أبو القاسم الكندي الكوفي ، وعلي بن مسهر بضم الميم، اسم فاعل من الإسهار بالسين المهملة والراء، وهشام : هو ابن عروة ، يروي عن أبيه عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله تعالى عنها .

                                                                                                                                                                                  وأخرجه من طريقين: أحدهما هو الذي ذكرناه، وسقط هذا في رواية أبي ذر ، والثاني عن محمد بن حرب بياع النشا، بالنون والشين المعجمة، الواسطي، عن أبي مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني الشامي ، سكن واسط ، قيل: ظاهره أن الروايتين سواء وليس كذلك، وساق المتن هنا على لفظ أبي مروان ، وأما لفظ علي بن مسهر فقد تقدم في باب من حنث ناسيا، في كتاب الأيمان والنذور، ومر الحديث في باب صفة إبليس، فإنه أخرجه هناك عن زكريا بن يحيى ، عن أبي أسامة ، عن هشام ، عن أبيه، عن عائشة ، ومر الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله: "أخراكم" أي اقتلوا، أو احذروا.

                                                                                                                                                                                  قوله: "حتى قتلوا اليمان " أي قتل المسلمون اليمان ، بفتح الياء آخر الحروف وتخفيف الميم وبالنون، وهو والد حذيفة .

                                                                                                                                                                                  قوله: "أبي أبي" أي قال حذيفة : هذا أبي أبي لا تقتلوه، ولم يسمعوا منه، فقتلوه ظانين أنه من المشركين، فدعا لهم حذيفة ، قال الكرماني : فدعا لهم، وتصدق بديته على المسلمين، وقال الخطابي : فيه أن المسلم إذا قتل صاحبه خطأ عند اشتباك الحرب لا شيء عليه، وكذلك في جميع الازدحامات، إلا إذا فعله قاصدا لهلاكه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "منهم" أي من المشركين.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بالطائف " وهو البلد المشهور وراء مكة شرفها الله .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية