الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6492 25 - حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى، حدثنا سفيان، حدثنا موسى بن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لددنا النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فقال: لا تلدوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس، فإنه لم يشهدكم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن فيه قصاص الرجل من المرأة ؛ لأن الذين لدوه صلى الله تعالى عليه وسلم كانوا رجالا ونساء، بل أكثر البيت كانوا نساء .

                                                                                                                                                                                  وعمرو: ابن علي بن بحر، أبو حفص، الباهلي البصري الصيرفي وهو شيخ مسلم أيضا، ويحيى هو ابن سعيد القطان ، وسفيان هو الثوري ، وموسى بن أبي عائشة : الهمداني الكوفي أبو بكر ، وعبيد الله بن عبد الله بتصغير الابن وتكبير الأب: ابن عتبة بن مسعود .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته .

                                                                                                                                                                                  قوله: "لددنا" مشتق من اللدود: وهو ما يصب في المسعط من الدواء في أحد شقي الفم، وقد لد الرجل فهو ملدود، وألددته أنا والتد هو.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا تلدوني" بضم اللام.

                                                                                                                                                                                  قوله: "كراهية المريض للدواء" يعني لم ينهنا نهي تحريم بل نهي تنزيه، لأنه كرهه كراهية المريض الدواء .

                                                                                                                                                                                  قوله: "إلا لد" بلفظ المجهول، أي لا يبقى أحد إلا لد قصاصا، ومكافأة لفعلهم، وقال الكرماني : يحتمل أن يكون ذلك عقوبة لهم لمخالفتهم نهيه، وقال الخطابي : فيه حجة لمن رأى في اللطمة ونحوها من الإيلام والضرب القصاص على جهة التحري، وإن لم يوقف على حده، لأن اللدود يتعذر ضبطه وتقديره على حد لا يتجاوز، ولا يوقف عليه إلا بالتحري.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فإنه لم يشهدكم" أي لم يحضركم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية