الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقال الذين في النار لخزنة جهنم [49]

                                                                                                                                                                                                                                        "الذين" في موضع رفع ، ومن العرب من يقول : اللذون على أنه جمع مسلم معرب ومن قال : الذين في موضع الرفع بناه ، كما كان في الواحد مبنيا . وقال سعيد الأخفش : ضمت النون إلى الذي فأشبه خمسة [ ص: 37 ] عشر فبني على الفتح . وخزنة جمع خازن ، ويقال : خزان وخزن ادعوا ربكم يخفف جواب مجزوم ، وإذا كان بالفاء كان منصوبا إلا أن الأكثر في كلام العرب في الأمر وما أشبهه أن يكون بغير فاء ، على هذا جاء القرآن بأفصح اللغات ، كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل



                                                                                                                                                                                                                                        وفي الحديث عن أبي الدرداء قال : "يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون منه فيغاثون بالضريع لا يسمن ولا يغني من جوع فيأكلون فلا يغني عنهم شيئا فيستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة فيغصون به فيذكرون أنهم كانوا في الدنيا يجيزون الغصص بالماء فيستغيثون بالشراب فيرفع لهم الحميم بالكلاليب فإذا دنا من وجوههم شواها فإذا وقع في بطونهم قطع أمعاءهم وما في بطونهم فيستغيثون بالملائكة فيقولون "ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب" فيجيبونهم أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية