الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6496 29 - حدثنا المكي بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فقال رجل منهم: أسمعنا يا عامر من هنياتك، فحدا بهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من السائق؟ قالوا: عامر، فقال: رحمه الله، فقالوا: يا رسول الله، هلا أمتعتنا به؟ فأصيب صبيحة ليلته، فقال القوم: حبط عمله، قتل نفسه، فلما رجعت وهم يتحدثون أن عامرا حبط عمله، فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله، فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرا حبط عمله، فقال: كذب من قالها، إن له لأجرين اثنين، إنه لجاهد مجاهد ، وأي قتل يزيده عليه؟

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه صلى الله عليه وسلم لم يحكم بالدية لورثة عامر على عاقلته أو على بيت مال المسلمين .

                                                                                                                                                                                  ويزيد من الزيادة: ابن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع (بفتحتين) ابن عمرو بن الأكوع، واسمه سنان الأسلمي .

                                                                                                                                                                                  وهذا الحديث هو التاسع عشر من ثلاثيات البخاري ، وقد مضى في المغازي عن القعنبي ، وفي الأدب عن قتيبة ، وفي المظالم عن أبي عاصم النبيل ، وفي الذبائح عن مكي بن إبراهيم ، وفي الدعوات عن مسدد ، وأخرجه مسلم ، وابن ماجه أيضا، وقد مضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله: " إلى خيبر " هي قرية كانت لليهود نحو أربع مراحل من المدينة إلى الشام .

                                                                                                                                                                                  قوله: "أسمعنا" بفتح الهمزة، أمر من الإسماع، وعامر هو عم سلمة ، وقيل: أخوه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "من هنياتك" بضم الهاء، وفتح النون، وتشديد الياء آخر الحروف، جمع هنية، وقد تبدل الياء هاء فيقال: هنيهة، ويجمع على هنيهات، وأراد بها الأراجيز، ووقع في رواية المستملي بحذف الياء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فحدا بهم" أي ساقهم منشدا للأراجيز.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أمتعتنا به" أي وجبت له الشهادة بدعائك وليتك تركته لنا، وكانوا قد عرفوا أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لا يدعو لأحد - خاصة عند القتال - إلا استشهد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فأصيب" على صيغة المجهول، أي فأصيب عامر صبيحة ليلته تلك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فلما رجعت" القائل به عامر .

                                                                                                                                                                                  قوله: "وهم يتحدثون" الواو فيه للحال.

                                                                                                                                                                                  قوله: "اثنين" تأكيد لقوله: "أجرين".

                                                                                                                                                                                  قوله: "لجاهد مجاهد " كلاهما اسم الفاعل: الأول من جهد، والثاني من جاهد مجاهدة، ومعناه: جاهد في الخير مجاهد في سبيل الله، وقال الكرماني : ويروى: إنه لجاهد (بلفظ الماضي) مجاهد بفتح الميم، جمع مجهد، يعني: حضر مواطن من الجهاد عدة مجاهد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وأي قتل يزيده عليه" أي: أي قتل يزيده الأجر على أجره، ويروى: يزيد بدون الهاء، وقيل: أي أنه بلغ أرقى الدرجات، وفضل النهاية، وفي التوضيح: وإنما قالوا: حبط عمله لقوله تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم وهذا إنما هو فيمن يتعمد قتل نفسه، إذ الخطأ لا ينهى عنه أحد، وقال الداودي : ويحتمل أن يكون هذا قبل قوله تعالى: وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية