الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6498 31 - حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه قال: خرجت في غزوة، فعض رجل فانتزع ثنيته، فأبطلها النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 53 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 53 ] مطابقته للترجمة من حيث إن فيه إيضاح ما أبهم في الحديث السابق .

                                                                                                                                                                                  وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد النبيل ، وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وعطاء هو ابن أبي رباح المكي ، وصفوان بن يعلى يروي عن أبيه يعلى بوزن يرضى، من العلو بالعين المهملة، ابن منية بضم الميم وسكون النون وفتح الياء آخر الحروف، وهي أمه، وأما اسم أبيه فأمية ، بضم الهمزة وفتح الميم وتشديد الياء آخر الحروف، وقال أبو عمر : يعلى بن أمية بن أبي عبيدة ، التميمي الحنظلي ، ويقال له يعلى بن منية ، ينسب حينا إلى أبيه، وحينا إلى أمه، أسلم يوم الفتح، وشهد حنينا، والطائف ، وتبوك ، وقتل سنة ثمان وثلاثين مع علي رضي الله تعالى عنه بصفين بعد أن شهد الجمل مع عائشة رضي الله تعالى عنها، وهذا السند وقع هنا بعلو درجة، ومضى في الإجارة، والجهاد، والمغازي من طريق ابن جريج بنزول، لكن ساقه فيها بأتم مما هنا .

                                                                                                                                                                                  قوله: "في غزوة" ، وفي رواية الكشميهني : "في غزاة"، وثبت ذلك في رواية سفيان أنها غزوة تبوك ، ومثله في رواية ابن علية بلفظ: جيش العسرة، وأبعد من قال إنه كان في سفر كان فيه الإحرام بعمرة، واعتمد في هذا على ما روي من حديث يعلى في باب من أحرم جاهلا وعليه قميص... الحديث، وفيه: عض رجل يد رجل فانتزع ثنيته ، فأبطله النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، لأن هذا محمول على أن الراوي سمع الحديثين فأوردهما معا عاطفا لأحدهما على الآخر بالواو التي لا تقتضي الترتيب .

                                                                                                                                                                                  قوله: "فعض رجل فانتزع ثنيته" كذا وقع هنا عند البخاري بالاختصار المجحف، وقد بينه الإسماعيلي من طريق يحيى القطان ، عن ابن جريج ، ولفظه: قاتل رجل آخر فعض يده فانتزع يده فأندرت ثنيته .

                                                                                                                                                                                  قوله: "فأبطلها النبي صلى الله عليه وسلم" أي حكم بأن لا ضمان على المعضوض .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية