الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  667 [ ص: 235 ] 89 - حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: بت عند خالتي ميمونة، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل، فقمت أصلي معه، فقمت عن يساره، فأخذ برأسي فأقامني عن يمينه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن الحديث يتضمن أن ابن عباس اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم وصلى معه، وأقره على ذلك كما في حديث أخرجه مسلم عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في رمضان، قال: فجئت فقمت إلى جنبه، وجاء آخر فقام إلى جنبي حتى كنا رهطا، فلما أحس بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - تجوز في صلاته، وهذا ظاهر في أنه لم ينو الإمامة ابتداء، وهم ائتموا به وأقرهم عليه.

                                                                                                                                                                                  ذكر رجاله

                                                                                                                                                                                  وهم ستة: الأول: مسدد بن مسرهد، الثاني إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي البصري، وأمه علية مولاة لبني أسد، الثالث: أيوب السختياني، الرابع: عبد الله بن سعيد بن جبير، الخامس: أبوه سعيد بن جبير، السادس: عبد الله بن عباس.

                                                                                                                                                                                  (ذكر لطائف إسناده) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وفيه العنعنة في أربعة مواضع، وفيه القول في موضع واحد، وفيه أن عبد الله بن سعيد من أقران أيوب الراوي عنه، وفيه أن رواته كلهم بصريون.

                                                                                                                                                                                  وأخرجه النسائي أيضا في الصلاة عن يعقوب بن إبراهيم عن إسماعيل ابن علية به.

                                                                                                                                                                                  قوله: ( بت ) من البيوتة. قوله: ( فقمت عن يساره )، وهو عطف على قمت الأول، وليس بعطف الشيء على نفسه لأن القيام الأول بمعنى النهوض، والثاني بمعنى الوقوف أو أن قمت الأول بمعنى أردت. قوله: ( أصلي ) جملة وقعت حالا.

                                                                                                                                                                                  ومما يستفاد منه أن موقف المأموم إذا كان بحذاء الإمام على يمينه مساويا له، وهو قول عمر، وابنه، وأنس، وابن عباس، والثوري، وإبراهيم، ومكحول، والشعبي، وعروة، وأبي حنيفة، ومالك، والأوزاعي، وإسحاق، وعن محمد بن الحسن يضع أصابع رجليه عند عقب الإمام، وقال الشافعي : يستحب أن يتأخر عن مساواة الإمام قليلا، وعن النخعي : يقف خلفه إلى أن يركع فإذا جاء أحد وإلا قام عن يمينه، وقال أحمد : إن وقف عن يساره تبطل صلاته، وفيه أن العمل القليل وهي إدارته إلى يمينه من شماله لا يبطل الصلاة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية