الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6552 12 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا هشيم، أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما. فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، ومحمد بن عبد الرحيم: البزاز بمعجمتين، الملقب بصاعقة، وهو من طبقة البخاري في أكثر شيوخه، وسعيد بن سليمان: الواسطي ، سكن بغداد ، وهو أيضا من شيوخ البخاري ، وقد روى عنه بغير واسطة في مواضع، وهشيم مصغر هشيم: ابن بشير مصغر بشر، الواسطي، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس يروي عن جده أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  والحديث مر في كتاب المظالم من حديث عبيد الله بن أبي بكر بن أنس وحميد الطويل سمعا أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما . انتهى هذا المقدار، وأخرجه فيه أيضا عن مسدد عن معتمر عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قالوا: يا رسول الله هذا ننصره مظلوما [ ص: 108 ] فكيف ننصره ظالما ؟ قال: تأخذ فوق يده .

                                                                                                                                                                                  قوله: " أفرأيت " أي أخبرني، والفاء عاطفة على مقدر بعد الهمزة، وفيه نوعان من المجاز: أطلق الرؤية وأراد الإخبار، وأطلق الاستفهام وأراد الأمر، والعلاقتان ظاهرتان، وكذا القرينة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " إذا كان ظالما كيف أنصره " أي كيف أنصره على ظلمه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " تحجزه " بالحاء المهملة والجيم والزاي: تمنعه، ويروى: تحجره بالراء موضع الزاي من الحجر، وهو المنع.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أو تمنعه " شك من الراوي.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فإن ذلك " أي منعه عن الظلم نصره.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية