الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون

                                                                                                                                                                                                                                        ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام أي لا أحد أظلم ممن يدعى إلى الإسلام الظاهر حقيته المقتضى له خير الدارين فيضع موضع إجابته الافتراء على الله بتكذيب رسوله وتسمية آياته سحرا فإنه يعم إثبات المنفي ونفي الثابت وقرئ «يدعى» يقال دعاه وادعاه كلمسه والتمسه. والله لا يهدي القوم الظالمين لا يرشدهم إلى ما فيه فلاحهم.

                                                                                                                                                                                                                                        يريدون ليطفئوا أي يريدون أن يطفئوا، واللام مزيدة لما فيها من معنى الإرادة تأكيدا لها كما زيدت لما فيها من معنى الإضافة تأكيدا لها في لا أبا لك، أو يريدون الافتراء ليطفئوا. نور الله يعني دينه أو كتابه أو حجته. بأفواههم بطعنهم فيه. والله متم نوره مبلغ غايته بنشره وإعلائه، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص بالإضافة. ولو كره الكافرون إرغاما لهم.

                                                                                                                                                                                                                                        هو الذي أرسل رسوله بالهدى بالقرآن أو المعجزة. ودين الحق والملة الحنيفية. ليظهره على الدين كله ليغلبه على جميع الأديان. ولو كره المشركون لما فيه من محض التوحيد وإبطال الشرك.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية