الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3586 ) فصل : إذا ضمن عن رجل بإذنه ، فطولب الضامن ، فله مطالبة المضمون عنه بتخليصه ; لأنه لزمه الأداء عنه بأمره ، فكانت له المطالبة بتبرئة ذمته . وإن لم يطالب الضامن ، لم يملك مطالبة المضمون عنه ; لأنه لما لم يكن له الرجوع بالدين قبل غرامته ، لم يكن له المطالبة به قبل طلبه منه . وفيه وجه آخر ، أن له المطالبة ; لأنه شغل ذمته بإذنه ، فكانت له المطالبة بتفريغها ، كما لو استعار عبدا فرهنه ، كان للسيد مطالبته بفكاكه وتفريغه من الرهن . والأول أولى .

                                                                                                                                            ويفارق الضمان العارية ; لأن السيد يتضرر بتعويق منافع عبده المستعار ، فملك المطالبة بما يزيل الضرر عنه ، والضامن لا يبطل بالضمان شيء من منافعه . فأما إن ضمن عنه بغير أمره ، لم يملك مطالبة المضمون عنه قبل الأداء بحال ; لأنه لا حق له يطالب به ، ولا شغل ذمته بأمره ، فأشبه الأجنبي . وقيل : إن هذا ينبني على الروايتين في رجوعه على المضمون عنه بما أدى عنه ، فإن قلنا : لا يرجع . فلا مطالبة له بحال . وإن قلنا : يرجع . فحكمه حكم من ضمن عنه بأمره ، على ما مضى تفصيله .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية